نظّمت سلطة جودة البيئة حفل اختتام مشروع نموذج إدارة النفايات الصلبة في مدينة الزهراء وذلك في فندق ومطعم اللاتيرنا بمدينة غزة حضره "يوسف إبراهيم" رئيس سلطة جودة البيئة و"محمد عبد الخالق الفرا" وزير الحكم المحلي و"بهاء الدين الأغا" مدير عام السياسات والتخطيط البيئي و"ايلودي برودر" ممثلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدد من رؤساء البلديات وممثلي المؤسسات وعدد كبير من المختصين والمشاركين . [title]مشروع جديد[/title] وأوضح إبراهيم في كلمته أن مدة المشروع السابق بلغت ستة أشهر تم خلالها توعية وتثقيف مواطني مدينة الزهراء حول كيفية فصل النفايات الصلبة والعضوية، وآلية التخلص منها بطرق سليمة وجيدة، مبيناً أن عدداً من الخبراء والمختصين حذروا "السلطة" من مغبة تنفيذ المشروع وحكموا عليه بالفشل بدعوى رفض الأسر الفلسطينية من التعامل معها والاستجابة لمطالبها، غير أنهم وجدوا عكس ذلك فالجميع شارك وساهم في إنجاح المشروع. وقال إبراهيم: "ظهرت نتائج المشروع منذ البداية الأولى، فالجميع كان متعاونا معنا من أجل تحقيق أهداف المشروع الرامية إلى الحد من نسبة النفايات التي باتت تثقل كاهلهم، مرجعاً ذلك لما قامت به الفرق الميدانية قبل وأثناء بدء المشروع من خلال التواصل مع سكان المنطقة وتوعيتهم حول الأسس والآليات التي يتم من خلالها فرز النفايات الصلبة. [title]نموذج رائد [/title] وبين رئيس جودة البيئة أن المشروع استهدف (57) أسرة فلسطينية من مدينة الزهراء، حيث تم الاستفادة من النفايات من خلال إعادة تدوير المخلفات العضوية والجافة، مشدداً على ضرورة الاستفادة من نتائج المشروع وتطبيقه على قطاع غزة وتوفير الدعم اللازم للمشروع وتجاوز كل الصعاب الرامية للتخلص من مشكلة النفايات الصلبة التي يعاني منها سكان القطاع. من جانب آخر، أشاد إبراهيم بحملة "غزة نظيفة" التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية أول من أمس، بالتعاون مع عدد من المؤسسات، وتهدف للارتقاء بواقع النظافة والحد من نسبة الأمراض والحفاظ على بيئة نظيفة، والتي ستستمر لمائة يوم. وطالب إبراهيم بالتخلص من النفايات الصلبة وفق أسس علمية وسليمة، والاستفادة من نتائج "نموذج إدارة النفايات الصلبة في مدينة الزهراء" وتطبيقه على مختلف محافظات القطاع. [title]مكبات النفايات[/title] وبين وزير الحكم المحلي محمد الفرا، أن ملف النفايات الصلبة من الملفات الشائكة والخطيرة التي تؤثر بالسلب على صحة أبناء قطاع غزة، موضحا أنه يتم جمع "1700" طن من النفايات من شوارع وأحياء القطاع، والبلديات بحاجة إلى "33" دونما بشكل سنوي لمكبات النفايات الصلبة، لافتاً إلى وجود تزايد مستمر فيها لاسيما مع تزايد أعداد السكان. وأوضح الفرا، أن بلديات القطاع تعاني من مشكلة جمع وترحيل النفايات الصلبة من أحياء القطاع، مرجعاً ذلك لتآكل الآليات المستخدمة في العمل وتلفها المستمر بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والذي حال دون إدخال المعدات والآليات وقطع الغيار اللازمة للعمل. وشدد على ضرورة الحفاظ على نظافة المنزل والشارع والحي، وتوعية المواطنين حول هذا الموضوع من أجل الارتقاء بالمواطنين والحد من نسبة الأمراض المنتشرة، مثمناً دور سلطة جودة البيئة وبلدية الزهراء واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتمويله المشروع، داعياً إياها على ضرورة العمل إلى جانب القطاع وعدم تقليص خدماتها في ظل تعدد واختلاف احتياجات القطاع. ودعا المعنيين إلى ضرورة وضع النفايات الطبية في الأماكن المخصص لها بحيث تكون بعيدة عن متناول أيدي الأطفال خشية من تعرضهم للإصابة بأمراض عدة جراء العبث بها. [title]آليات الفرز ونتائجه [/title] وقدم نائب مدير عام الإدارة والسياسات والتخطيط في سلطة جودة البيئة م.بهاء الأغا، شرحاً مفصلاً عن المشروع وتعاون مواطني المدينة معه وآليات الفصل وطرق الاستفادة منه. وأشار الأغا إلى أنه سيتم توزيع عدد من الحاويات الكبيرة في عدد من مناطق القطاع التي تمكن المواطنين من خلالها فرز النفايات الصلبة بصورة جيدة وسهلة. واطلع الأغا المشاركين في الحفل علي نتائج المشروع وما حققه المشروع من نجاح وفي التخلص من النفايات بشكل جيد وإعادة استعملها مرة آخرة . [title]وماذا بعد؟ [/title] وفي الختام طالب المجتمعون بتطوير تجربة فصل النفايات المنزلية و توسيعها بحيث تشابه النظم الحديثة في وضع حاويات منفصلة للنفايات أمام المنازل ليتمكن السكان من فصل نفاياتهم وتوريدها إلى الحاويات بشكل سليم والعمل على تطوير نظم إدارتها للاستفادة من مكوناتها، وصولا لمرحلة إعادة تدويرها واسترجاعها. وشددوا على ضرورة دعم وتشجيع القطاع الخاص للدخول بشكل أوسع في عملية إعادة تدوير واسترجاع النفايات الصلبة وتوفير الظروف المشجعة لها، والقيام بإجراء البحث العلمي المنهجي في مجالات إنتاج وتسويق وضمان جودة النفايات بهدف الاستفادة منه وطالبوا الجهات المسئولة بضرورة وضع المعايير والمواصفات اللازمة لإعادة استخدام وتسويق النفايات وذلك من أجل ضمان ثبات الجودة والمصداقية، وللاهتمام بإشراك الجمهور في عملية الإدارة لهذه العملية وتم توزيع دروع التميز وشهادات التقدير علي المساهمين والمشاركين.