بين خطابات الرئيس المصري "محمد مرسي" الداعمة للقضية الفلسطينية ورفع الحصار عن غزة وبين الواقع على الأرض وعلى طوال الحدود بين غزة ومصر تظهر حالة من التناقض الواضح. فالغضب الشعبي في قطاع غزة يتواصل رفضاً لسياسية الأمن المصرية القائمة على إغلاق الأنفاق شريان الحياة الوحيد والذي يزود قطاع غزة بحاجاته الأساسية بعد أن فرضت (إسرائيل) حصاراً على القطاع مطلع العام 2006م وحتى اليوم. وبين التصريحات الرسمية المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية والجدل الواقع بين السكان في قطاع غزة حول حقيقة هذه التصريحات ومدى جديتها، قال المحلل السياسي "إبراهيم الديراوي" في حديث خاص [color=red][b]" لفلسطين الآن"[/b][/color] أن تصريحات مرسي لا تخالف الواقع على الأرض. [title]خطاب مرسي استراتيجي[/title] يقول "إبراهيم الديراوي" مدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة في حديثه لـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color]، أن تصريحات الرئيس المصري إستراتيجية وهي تعكس الواقع الذي يجب أن تصل في العلاقة بين مصر وفلسطين، لأن القضية الفلسطينية تعتبر على سلم أولويات الرئاسة المصرية وهي حاضرة في كل مواقف الرئيس وجولاته الخارجية. وأوضح الديراوي أن الرئاسة المصرية تعمل مع قطاع غزة بشكل حذر ودقيق وتدريجي فهي لا تريد أن تفتح الأمور بشكل كامل في هذا الوقت حتى لا يبدأ البعض باتهام غزة في الأحداث المختلفة في سيناء، وهي تعمل على تخفيف الحصار عن غزة بالتزامن مع ضبط الحالة الأمنية في منطقة سيناء. [title](إسرائيل) تعبث بالأمن في سيناء[/title] وأشار الديراوي أن معبر رفح شهد حالة تحسن واضحة، تعكس بكل تأكيد الرغبة المصرية في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأن هذا التحسن سيتواصل بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية. وأكد الديراوي أن (إسرائيل) عامل مهم في منطقة سيناء فهي تمتلك أدوات قوية يمكن أن تحركها من أجل العبث بأمن مصر واستقرارها، وهي تقف وراء قتل الجنود المصريين في اللحظة التي كانت تشهد فيها العلاقة بين مصر وغزة انفراجاً واضحاً، واصفاً العلاقة بين الحكومة في مصر وغزة بأنها الأفضل على الإطلاق. [title]المنطقة الحرة خلال عام[/title] وأضاف الديراوي لـ [color=red]" فلسطين الآن" [/color]أن الرئاسية المصرية تدرس بجدية مشروع المنطقة الحرة وأن تأخيره يعود للأسباب السابقة وهي الوضع الأمني في سيناء متوقعاً أن يرى مشروع المنطقة الحرة وفتح معبر رفح بشكل كامل في غضون عام على أعلى تقدير. [title]سياسة مرسي تجاه غزة غير واضحة[/title] من جانبه يرى المحلل السياسي "مصطفى الصواف" أن سياسة الرئيس المصري تجاه قطاع غزة متضاربة وغير واضحة. وقال الصواف في حديث خاص لـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] أن التصريحات المصرية تختلف تماماً عن الواقع على الأرض، ففي الوقت الذي يتحدث الرئيس عن رفع الحصار تقوم آلياته بتدمير عشرات الأنفاق وهو أمر غير معقول وغير مبرر. وأضاف الصواف إن كانت لدى مصر سياسة استراتيجية في التعامل مع غزة فعلى الأقل نبقي الوضع على ما هو عليه لا أن نخنق الناس ونهدم الأنفاق التي تزود غزة بحاجاتهم اليومية. وأوضح الصواف أننا يمكن أن نفهم التأخير في إنشاء المنطقة التجارية الحرة، لكننا لا يمكن أن نفهم منع السلطات المصرية ضخ الوقود القطري لسكان قطاع غزة وهو ما يزيد من أزمة الكهرباء وغيرها. ودعا الصواف القيادة المصرية إلي ضرورة وضع استراتيجية واضحة في علاقتها مع غزة لأن الواقع على الأرض يقول أن الرئاسة المصرية إما أنها تتغاضى عما يحدث على الحدود أو أنها لا تعلم ما تقوم به أجهزتها الأمنية من خنق للقطاع المحاصر. وبين التصريحات الرسمية والواقع على الأرض يترقب المواطن الفلسطيني بأمل كبير اليوم الذي سيرفع فيه الحصار بشكل كلي بعد سنوات طويلة من الحصار والمعاناة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.