16.97°القدس
16.79°رام الله
16.08°الخليل
23.01°غزة
16.97° القدس
رام الله16.79°
الخليل16.08°
غزة23.01°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

تصريحات "القسام": الدلائل والمعاني

ناصر ناصر
ناصر ناصر
ناصر ناصر

ما هي المعاني والدلائل التي يحملها تصريح الناطق الرسمي باسم كتائب القسام ابو عبيدة أمس 5 /2 حول تعرض الأسرى الاسرائيليين المحتجزين في غزة لإصابة مباشرة نتيجة القصف الإسرائيلي على القطاع في مايو 2019 ، وذلك انطلاقا من الفرضية المتفق عليها تقريبا بأن تصريحات الناطق باسم القسام هي تصريحات تعبر عن مواقف مدروسة وموزونة ومحسوبة وتتمتع بمصداقية عالية؟

المعنى الأول وهو الأوضح والقطعي أن الاسرى الإسرائيليين الذين زعمت إسرائيل انهم اموات هم ليسوا كذلك بل كانوا واستمروا أحياء حتى مايو /2019 حينما اصيبوا بالقصف الإسرائيلي، أما بعد مايو 2019 فمصيرهم غير واضح.

وحتى يستطيع هذا المعنى أن يحقق تداعياته وآثاره المطلوبة، فلا بد من قيام القسام بخطوات أخرى وعلى رأسها الإفراج عن صورة او معلومة معينة تثبت بما لا يدع مجال للشك للجمهور الإسرائيلي أنهم فعلًا كانوا أحياء حتى قبل تاريخ مايو 2019 الأمر الذي يحقق للقسام وقضية الأسرى وللشعب الفلسطيني انطلاقة وانجازاً نوعياً في مجالين؛ المجال الأول: فضح الحكومة برئاسة نتنياهو، وضرب مصداقية الجيش العالية في أوساط الجمهور الإسرائيلي بأنهم يكذبون، وبأنهم تخلوا عن أبنائهم الأسرى والجرحى بما يتناقض مع ما يزعمون من قيم التضامن والأخلاق اليهودية، وما قد يحمله هذا الأمر من تداعيات على نتائج انتخابات الكنيست بتاريخ 2/3، وتحديدا تراجع شعبية نتنياهو بصورة كبيرة او حتى سقوطه، والأهم من ذلك تعزز الكتائب ثقة أبناء شعبها بها، وأنها إذا قالت فعلت، وإذا صرّحت صدقت.

المجال الثاني: لا تفقد الكتائب ورقتها الرابحة او التي تعتقد أنها رابحة باستخدام الغموض، وبأن لكل معلومة ثمنًا يجب أن تدفعه إسرائيل من خلال إطلاق الأسرى الفلسطينيين؛ أي أنها جمعت بين الوضوح لدرجة التأكد من كذب رواية العدو واسقاطها، والغموض لدرجة عدم معرفة مصير الأسرى الجنود الاسرائيلين، وبأن لكل معلومة ثمنًا، ومن الواضح أن هذا المعنى وتداعياته المأمول والمفضل لدى الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني وهو يحمل امكانيات معقولة .

أما المعنى الثاني المحتمل فهو استمرار القسام في سياسته القديمة التي تعتمد على إشارات ورموز توحي بأن إسرائيل تكذب، وأن أسراها في غزة هم من الأحياء؛ بهدف التأثير في الرأي العام وتحريك الشارع الإسرائيلي، كي يدفع حكومته لإنجاز صفقة تبادل أسرى، وهي سياسة لم تنجح حتى الآن، ولا يعتقد على نطاق واسع انها ستنجح في المستقبل. واحتمالية استهداف القسام لهذا المعنى هي احتمالية ضعيفة؛ وذلك بناء على التقدير العالي لكفاءة مخططي وراسمي السياسة داخل الكتائب.

المعنى المحتمل الثالث من تصريحات ابو عبيدة هو اعتماد القسام سياسة ونهجًا جديدين بتغير سياسة الغموض الحالية، ولكن باتجاه تعزيز فرضيات "موت الأسرى الاسرائيليين"، وتحميل الاسرائيليين مسؤولية ذلك إلى درجة قد تصل في المستقبل لإعلان وفاتهم رسميا بطريقة أو بأخرى، وهو معنى محتمل بصورة محدودة أيضا.

إلا انه يثير العديد من التساؤلات الغريبة حول توقيت الاعلان وكيفيته، وهل هذا كان نزولا للقسام عن شجرة التصريحات العالية، والمبشرة لصفقة العصر بالنسبة للأسرى، وإلى أي مدى يمس هذا الأمر بمصداقية المقاومة وعلى رأسها القسام؟ وكيف سيتم انجاز الوعد بإطلاق سراح الأسرى إذن؟

وأياً تكن المعاني والدلائل الراجحة بتصريحات القسام، فإن الأمر واضح انها حملت معلومة جديدة وهامة، وقد تشكل انعطافة بهذا الاتجاه او ذاك. كما أن من الواضح أن الأمل والثقة بالمقاومة وعلى رأسها القسام بتحقيق وعد إطلاق سراح الأسرى ما زالت عالية جدا، ويبقى السؤال الأهم: إلى متى؟ الأسرى ينتظرون منذ عشرين بل ثلاثين بل أربعين عامًا!