16.97°القدس
16.79°رام الله
16.08°الخليل
23.01°غزة
16.97° القدس
رام الله16.79°
الخليل16.08°
غزة23.01°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

المزيد من التطبيع: المزيد من الفشل

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

تواصل مسلسل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي لتنضم السودان بشكل رسمي لمعسكر المطبعين، فالاختراق كبير؛ اذ احتفي به على نحو غير مسبوق من قبل نتنياهو، ومن قبل الخارجية الامريكية برئاسة وزير الخارجية بومبيو الذي وجه دعوة إلى اللواء عبد الفتاح البرهان لزيارة واشنطن، دعوة طال انتظارها في الخرطوم.

الدوافع الكامنة خلف اللقاء عديدة، منها المتعلق بالأزمة الداخلية في السودان في شقها السياسي والاقتصادي، ومنها ما يتعلق بالصراع الاقليمي ومصالح الشركاء العرب في الخليج العربي والقاهرة، الا ان التوقيت هو اكثر الملفات والعناصر غرابة؛ اذ تزامن مع اعلان الرئيس الامريكي عن صفقة القرن التي تبعتها جهود عربية مزعومة لمواجهة الخطة الامريكية بانعقاد اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة، او منظمة التعاون الاسلامي في جدة، فلماذا المغامرة والاحراج؟ والى أي حد  يعد الامر عاجلًا بالنسبة للمتورطين في الحدث؟

التوقيت يحمل دلالات عديدة؛ اذ يستبق الانتخابات الإسرائيلية، ويستبق بيوم اصدار مجلس الشيوخ حكمه على ترمب في قضية الرئيس الاوكراني زيلنسكي؛ ما يجعل من التوقيت مسألة غاية في الاهمية لنتنياهو وترمب، وللدول المتحالفة مع الادارة الامريكية، المعنية ببقاء ترمب ونتنياهو في سدة الحكم.

ليس اليمين الامريكي والإنجيليون وحدهم المتحمسون لترمب ونتنياهو، بل هناك ايضا عدد من دول المنطقة التي باتت ترى في ترمب الحليف الموثوق الى جانب نتنياهو، لتدخل المسألة في باب الهدايا الانتخابية المدفوعة الثمن؛ فالأنباء اشارت الى تورط عدد من الدول العربية في تشجيع السودان على لقاء نتنياهو في أوغندا.

دعم معنوي على الارجح شجع الفريق عبد الفتاح البرهان على لقاء نتنياهو في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، والاهم في ظل المنافسة الكبيرة التي ظهرت للعيان في اعقاب عودة رئيس الوزراء السوداني حمدوك من واشنطن، بين المجلس العسكري ورئاسة الوزراء؛ فالرجل قدم نفسه كمنافس قوي للمجلس العسكري بشكل اسهم في احتدام السباق بين اطراف المعادلة السودانية نحو واشنطن.

ختامًا.. لن يحقق المطبعون الكثير من المكاسب؛ فما إن ينتهي الموسم الانتخابي الاسرائيلي والامريكي حتى تعود الضغوط وعمليات الابتزاز اللانهائية إلى دول المنطقة من قبل واشنطن والكيان الاسرائيلي؛ فالسياسة قائمة على الابتزاز والترهيب، لا على المصالح المشتركة كما يحلم البعض ويتخيل! علاقة القوي بالضعيف؛ ما يفسر سهولة افشاء امريكا واسرائيل لأسرار اللقاء ومغزاه؛ فهي صاحبت اليد العليا في تحديد شروط التطبيع وتوقيته وغاياته؛ فالمزيد من التطبيع يعني المزيد من الفشل والابتزاز!!