يرى الناس أن شهر رمضان المبارك فرصة مثالية كي يتضامن الأغنياء مع الفقراء من خلال مشاركتهم جوعهم وعطشهم ، ولكنني أرى فارقا كبيرا بين جوع الأغنياء وجوع الفقراء، وأظن أن محاكاة شبع الفقراء أولى من محاكاة جوعهم وعطشهم. العبادة هي العبادة سواء بالنسبة للفقير أو الغني، والصيام هو الامتناع عما نعرفه ولكن هناك من يبدأ صيامه بعد وجبة تكفي ليومين وينهي صيامه بوجبه غذائية تكفي لأسرة فقيرة، فأين من تذكر الفقراء وأحوالهم وأين من استغل شهر رمضان المبارك في التعاطف مع الفقراء والمساكين. في الصومال تتهدد المجاعة حياة الآلاف، ونشاهد الأطفال وهم يشرفون على الموت من خلال الفضائيات بسبب المجاعة التي ضربت البلاد وقتلت العباد، كثيرون لا يحبذون مشاهدة المناظر المؤلمة حتى لا تتكدر أمزجتهم أو يفقدون شهيتهم للأكل وخاصة بعد الإفطار، في العالم الإسلامي يتم إتلاف آلاف الأطنان يوميا من الطعام الزائد عن الحاجة رغم وجود من يحتاجه من إخواننا في الصومال، فأين التكافل والتراحم بين المسلمين؟. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما ملأ ابن ادم وعاء شر من بطنه"، فلنحول ذلك الشر إلى خير كثير،فبدل استخدام كميات كبيرة من أجل طعامنا الذي يملأ البطون حتى التخمة ثم يلقى ما زاد عن الحاجة في حاويات النفايات، علينا التوفير قدر الاستطاعة والتبرع بثمنه للحملات الموجهة لإغاثة الشعب الصومالي، أو لإغاثة جيراننا الجوعى في النهار والليل، وبهذا نكون قد ساعدنا أنفسنا وساعدنا غيرنا دون تكاليف إضافية. لا بد أن يشعر كل مسلم بأن النصائح موجهة إليه ونداءات الاستغاثة كذلك،فلا نريد الضرر بسبب كثرة الأكل وعدم توازن الوجبات الغذائية كما ونوعا، كما أننا بحاجة إلى تفقد أحوال إخواننا من المسلمين سواء من هم حولنا أو من هم في مشارق الأرض ومغاربها، وبفضل الله أصبح العالم قرية صغيرة ويمكن لابن فلسطين تقديم العون للجائع في الصومال طالما توفرت النية لذلك. لا شك أن الشعوب الإسلامية شعوب معطاءة ولكنها بحاجة لمن يقودها ويحسن توجيهها إلى أعمال البر والخير، وينبهها إلى مكامن التقصير، وهنا يأتي دور علماء الإسلام فنأمل أن يأخذ العلماء دورهم في الوطن العربي وكذلك في فلسطين حتى تكون التبرعات التي تصل إلى المناطق المنكوبة وخاصة الصومال كافية لإنقاذ المسلمين فيها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.