لم يكن مفاجئاً قرار المحكمة العسكرية في "عوفر"، الثلاثاء٩/١٠/2012م، برفضها الاستئناف على قرار تمديد الاعتقال الإداري بحق الصحفي "عامر أبو عرفة"، وتثبيته لأربعة شهور قادمة. القاضي العسكري الإسرائيلي توجّه بالسؤال عن الذي تعرض له الصحفي أبو عرفة في سجون السلطة، فما كان من الأخير إلا أن شرح عن معاناته والتعذيب والشبح الذي تعرض له، فقال له القاضي: "ابقَ معتقلاً في سجوننا أفضل لك!". المصادر الحقوقية قالت إن :"رفض الاستئناف لا يحمل أي مسوغ قانوني، فالادعاء العسكري الذي حضر المحاكمة اليوم زعم أن الخطورة التي يمثلها الصحفي أبو عرفة وأدرجت في ملف اعتقاله لا زالت كما هي, فيما رفضت المحكمة تقديم أي مسوغ لقرارها، مدعية أن الملف سري, للتواصل معاناته منذ 14 شهراً، دون أي أمل خافت بقرب انتهائها. الصحفي أبو عرفة من مواليد 14/8/1983 بمدينة الخليل، لعائلة متواضعة ملتزمة معروف عن أبنائها الأخلاق الحميدة والتربية الحسنة. قبل أن يتم عامه العشرين، كان عامر يخوض تجربة الاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة في حياته، وكان ذلك في 8 إبريل 2003، وقد قبع في سجن النقب أربع سنوات من حياته عانى فيها من ظلم وعجرفة العدو وحرمانه من أبسط حقوقه وهي زيارة أهله، حيث تمت المباعدة بين فترات الزيارة، عدا عن توقفه عن متابعة دراسته، لكنه تعلم الصبر والإيمان. [color=red]اعتقالات السلطة[/color] لم تشفع له سنون أربع، فما كاد يهم بإعادة ترتيب أوراقه حتى تعرض لعملية اختطاف من أمن الضفة يوم 26 يناير 2009، وأفرج عنه من سجون مخابرات الخليل بعد 71 يوما دون توجيه أي اتهام؛ ليتبين أن الأيام الستين الاولى من هذا الاعتقال تعرض خلالها لتعذيب نفسي وجسدي، عدا عن منع زيارة أهله له. وبعد الإفراج عنه، عاش أبو عرفة في ظروف صعبة، فلم يخرج من بيته لأشهر طويلة خوفاً من تكرار ذات التجربة، لكن للأسف هذا ما حصل من جديد، فقد حاول أمن الضفة بشتى الطرق اختطافه، لكن ما صعّب عليها عدم خروجه من البيت وصعوبة اقتحامه؛ لأنه تحت السيطرة الإسرائيلية. من أجل هذا، أقدمت تلك الأجهزة على خطف أخيه "عنان" ليومين، وأخيه "عمار" من منطقة باب الزاوية لاعتقادهم أنه عامر لوجود شبه كبير بينهما. [color=red]ملاحقات مستمرة[/color] لكن الحياة لا تتوقف، فاندمج أبو عرفة في العمل الإعلامي، حيث انضم في يوليو 2009 لوكالة "شهاب" للأنباء كمراسل لها في منطقة جنوب الضفة الغربية. هذا الأمر زاد من الأعباء عليه، وضاعف من معاناته، ليكون على موعد في 11 مايو- أيار 2010 مع اعتقال جديد، فبعد التنسيق الأمني، اقتحمت قوات كبيرة من أمن السلطة منزله في البلدة القديمة جنوبي الخليل واختطفته، ليتعرض للتعذيب النفسي والجسدي الوحشي، حيث جرى شبحه وإجباره على الوقوف على رجل واحدة لأكثر من أربع ساعات متتالية ورفع يديه لنصف ساعة، مع منعه من النوم والجلوس، عدا عن حرمانه من النوم وزيارة أهله له. ورغم كل المناشدات، والاستنكار من المجتمع المدني والمنظمات الدولية الصحفية والحقوقية، إلا أن أجهزة الضفة واصلت انتهاكها لكل الأعراف والنظم، وخصوصا بعد صدور قرار المحكمة العليا برام الله القاضي بالإفراج عنه، غير أنها حولته إلى السجن العسكري، ومنه للمحاكمة العسكرية التي قضت عليه بالسجن 3 أشهر ودفع غرامة مالية تقدر كبيرة، حتى أفرج عنه في 14 أغسطس 2010. يوم 10 نوفمبر2010، كان عامر على موعد جديد مع سجون السلطة، وتحديداً لدى جهاز المخابرات. وضمن سياسة تبادل الأدوار بين قوات الاحتلال وأجهزة الضفة، جاء الدور على الاحتلال الذي اعتقل أبو عرفة في 21/8/2011 من منزله، ويكتوي بنار الاعتقال الإداري حتى اللحظة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.