23.81°القدس
23.24°رام الله
22.19°الخليل
23.46°غزة
23.81° القدس
رام الله23.24°
الخليل22.19°
غزة23.46°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: وطن.. ودماء.. وعواصم

ما بين (800-1000) قتيل، أو قل شهيد فلسطيني – ولا نزكيهم على الله هم حصيلة أولية لمجموع من قتلوا في مخيم اليرموك وغيره في سوريا حتى الآن. الدماء الفلسطينية هي أولى الدماء التي تنزف في الأقطار العربية حين اشتعال الخلافات الداخلية، أو عند وقوع الانقلابات العسكرية منذ أن خرج الفلسطيني، أو قل أُخرج قسرًا من أرضه ووطنه في نكبة عام 1948م. لقد نزف الدم الفلسطيني في الأردن، وفي لبنان، وفي العراق، وفي سوريا، وفي ليبيا، وفي الكويت. الوطن يصون الدم ويحفظه من النزيف. الوطن ليس قطعة أرض، الوطن حياة كاملة. ومن لا وطن له لا دماء له. ليس رقمًا صغيرًا لو جمعنا أرقام القتلى الفلسطينيين في هذه الساحات ممن قتلوا بأيدٍ عربية. حتى أن (إسرائيل) تستقل من قتلتهم من أبناء فلسطين قياسًا بمن قتلتهم الأنظمة العربية، تحت مبررات كاذبة. الدماء التي تنزف أنهارًا وجداول في بلاد الشام تؤلمنا أشد الألم، وتبكي من أجلها قلوبنا قبل عيوننا، والدماء الفلسطينية التي تنزف في مخيمات الفلسطينيين في اليرموك وفي غيره من المخيمات هي أشد إيلامًا لنا، ويجدر بـ"الغزي وبالضفاوي" أن يبكي لها دمًا، لأن دماء الفلسطيني اللاجئ، لاحظ (اللاجئ)، صارت كرة تتقاذفها أقدام الشبيحة، خدمة لنظام يرفضه شعبه. من حق الفلسطيني اللاجئ أن يقاوم الاحتلال من أجل وطنه ومن أجل دمه. الدم الفلسطيني يحفظه الوطن، والمقاومة تستعيد الوطن، ومن أراد أن يحفظ دم شعبه فعليه بالمقاومة، لأنها أصل وغيرها زيف وقشور. اللاجئ الفلسطيني في لبنان وسوريا والأردن لجأ إلى هذه البقاع مضطرًا، وظل ينتظر وطنه المحرر سنوات وسنوات، فلم يأت الوطن، ولم يحفظ الملجأ له الدم، الذي ادخره من أجل القدس ومن أجل الحرية. تخيل أن (ألف شهيد) سقطوا في الدفاع عن القدس وعن الوطن المحتل، ماذا ستكون النتيجة؟! ألف شهيد فلسطيني حتى الآن في سوريا وآلاف الشهداء كانوا في لبنان، وأمثالهم كانوا في العراق وفي غيرها، فماذا ستكون النتيجة لو تجمعت هذه الآلاف في القدس وفي الأراضي المحتلة؟ ومن الذين منعوا تجمع هذه الدماء في فلسطين من أجل القدس؟ الجواب في كلمة واحدة: الأنظمة الاستبدادية القطرية الظالمة. وقد يكون زوال الاستبداد طريقًا صحيحًا ونظيفًا ينتهي بالقدس وبفلسطين، وفي هذه الحالة سيدفع الفلسطيني مزيدًا من الشهداء ومن الدماء في عواصم أخرى، قبل أن تصل دماء الشهداء إلى القدس عاصمة الدم الزكي الطاهر. يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فقد دفع صلاح الدين الفاتح دماء كثيرة عزيزة وغالية قبل أن يصل بالبقية إلى القدس، ليشعل منها نور الهداية والضياء والمستقبل. اللهم احفظ دماءنا، ولا تجعلها هدرًا في عواصم الاستبداد.