خبر: ليلة القدر في نابلس.. مساجد مغلقة ودعاة مغيّبون
27 اغسطس 2011 . الساعة 11:37 ص بتوقيت القدس
للعام الرابع على التوالي، خيّمت أجواء قاتمة على مساجد محافظة نابلس وباقي مساجد الضفة الغربية، في ليلة القدر الليلة الماضية، نتيجة للأجواء الأمنية التي تعيشها الضفة منذ الحسم العسكري في قطاع غزة في العام 2007. وأبدى المعتكفون في مساجد نابلس في ليلة القدر عن استيائهم وسخطهم للحالة التي وصلت إليها المساجد في ظل غياب العديد من الدعاة وحفظة القران الكريم والذين غيبتهم اجهزة أمن السلطة في سجونها أو منعتهم من إلقاء الدروس والمواعظ على المصلين، الأمر الذي جعل غالبية المساجد تغلق أبوابها بعد صلاة العشاء وأداء بضع ركعات من صلاة التراويح. ومما زاد من سخط المعتكفين أنه حتى العدد القليل من المساجد التي أبقت أبوابها مفتوحة أمام المعتكفين، لم يتم توفير وجبة السحور للمعتكفين فيها، بل طُلب من المعتكفين مغادرة المسجد قبيل الفجر لتناول السحور في بيوتهم، وفي بعض المساجد قامت لجان محلية وبمبادرة منها بتقديم طعام السحور للمعتكفين على نفقة أهل الخير. وقال هاني عبد الفتاح (48 عامًا) أحد المعتكفين إنه صلى العشاء وثماني ركعات من صلاة القيام في أحد مساجد المدينة، واضطر لمغادرة المسجد بطلب من مؤذن المسجد، وتنقّل بعدها بين خمسة مساجد كانت جميعها مغلقة، مضيفًا أنه حتى بعض المساجد التي فتحت أبوابها في العام الماضي، أغلقت هذا العام. أسباب مجهولة وتساءل عبد الفتاح عن سبب إغلاق أغلب المساجد هذا العام، وهل هذا عائد إلى قرار من محمود الهباش وزير الأوقاف في حكومة فياض اللا شرعية، أم أنه استجابة لسياسة حكومة فياض الرامية إلى "علمنة" المجتمع الفلسطيني وإبعاده عن المساجد، مشيرًا إلى أن أغلب مساجد نابلس كانت قبل أربع سنوات تفتح أبوابها أمام المصلين والمعتكفين في ليلة القدر، ويتم توفير طعام السحور للمصلين على نفقة لجنة الزكاة وبعض المحسنين وبإشراف لجان المساجد التي كانت تتكون في أغلبها من أبناء الحركة الإسلامية. أما سامح المصري (32 عامًا)، والذي اضطر إلى مغادرة المسجد قبل ساعة من آذان الفجر لتناول طعام السحور، فيقول: "فوجئت هذا العام أن إمام المسجد يطلب منا المغادرة وتناول السحور في بيوتنا، مع أن بيتي بعيد جدًّا عن المسجد الذي وصلت إليه بعد أن تنقلت بين ثلاثة مساجد، كلها كانت مغلقة، مما اضطرني إلى شراء بعض الطعام مع أحد المحلات القريبة وتناولته على ناصية الطريق". ويرى المصري أن ما جرى هو نتيجة طبيعية للعجز المالي الذي تعاني منه لجنة زكاة نابلس التي استولت عليها حركة "فتح" ونصّبت عليها عددًا من المحسوبين عليها، بسبب سوء الإدارة وانعدام ثقة الناس بها، الأمر الذي ظهر جليًّا في عجزها لأول مرة في تاريخها عن توفير طعام السحور للمعتكفين والقائمين في المساجد. ويضيف أن الحالة الأمنية التي تسود الضفة ألقت بظلال قاتمة على المساجد خاصة في شهر رمضان وليلة القدر، لافتًا إلى أن المصلين اعتادوا على وجود لجان تشرف على تنظيم برنامج للعبادات ورعاية شؤون المعتكفين في المساجد في ليلة القدر وتقدم لهم كل ما يعينهم على إحياء هذه الليلة المباركة، ولكن الملاحقة الأمنية منعت الكثيرين من أبناء الحركة الإسلامية من التطوع في تلك اللجان خشية تعرضهم للاستجواب والاعتقال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.