24.12°القدس
23.63°رام الله
22.75°الخليل
23.99°غزة
24.12° القدس
رام الله23.63°
الخليل22.75°
غزة23.99°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: تركيا تحبس أنفاسها

كرة النار تتدحرج في المثلث الحدودي الذي يجمع بين تركيا وسوريا وإيران. الثورة السورية أشعلت عود الكبريت في المنطقة. في الأسبوعين الأخيرين منح البرلمان التركي حكومة أردوغان تفويضين: الأول/ استخدام الجيش التركي خارج الحدود (ضد جيش النظام السوري طبعًا) إذا ما واصل الأسد في انتهاك الحدود التركية. والتفويض الثاني/ هو استخدام الجيش لملاحقة حزب العمال الكردستاني المقاتل حيثما تواجد. التفويضان يشيران إلى أوضاع غير مستقرة في المنطقة الحدودية التي تجمع الأطراف. الحكومة التركية لجأت إلى البرلمان لأخذ الشرعية لإجراءاتها العسكرية المحتملة ولحشد قوى البرلمان من خلفها. ولجأت أيضًا إلى حلف الأطلنطي لتحصل منه على إسناد معنوي ومادي لإجراءات غير عادية في المستقبل. وفي المقابل لجأت سوريا إلى التعاون مع حلفائها في إيران والعراق نحو إسناد حزب العمال الكردستاني المقاتل لإشغال الحكومة التركية في نفسها من خلال عمليات التفجير والقتل ضد الجيش التركي. الأعمال العنيفة والكبيرة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني تفيد أن أطرافًا عديدة تساعد هذا الحزب في هذه المرحلة على وجه التحديد، هذه الأطراف ليست متحالفة في ما بينها بالضرورة لأنها تجمع في ما يبدو بين (إسرائيل) وإيران وسوريا. التحالف هنا ليس ضرورة. يكفي أن يتوفر القاسم المشترك بينها وهو عقاب تركيا وإشغالها في نفسها منعًا لتدخلها إلى جانب الثوار من ناحية ولتقليص نفوذها في المنطقة من ناحية أخرى. تركيا تدرك تعقيدات الحالة الراهنة، وتدرك تعقيدات القرار الحكومي في هذه المسألة، لذا فهي تخطو بحذر شديد نحو أهدافها وهي مضطرة لحبس أنفاسها. الحذر الشديد بسبب التعقيدات المحيطة هو وحده الذي يمكنه أن يفسر الصوت التركي العاطفي العالي النبرة في تأييد الثورة السورية، وضآلة العمل التركي الفعلي في الميدان. تركيا لا تملك فرصًا جيدة للمغامرة في وضعٍ يسمح لـ(إسرائيل) ولغيرها بالتدخل ضدها بشكل من الأشكال. تركيا الحذرة خطت خطوة نحو التفويض البرلماني وخطوة ثانية نحو الأطلنطي وفي ضوئهما أجبرت مقاتلات تركية طائرة ركاب سورية على الهبوط ومن ثم تفتيشها ثم الإعلان أنها صادرت ما بها من ذخائر ومعدات. الموقف التركي لم يعجب الجار الروسي مرسل الشحنة. الروس بدورهم طرف كبير آخر في كرة النار التي تتدحرج على الحدود. روسيا نفت الذخائر وقالت في الطائرة معدات رادار مشروعة. بالطبع هذا جواب ليس الصحيح وحده، ولكن في الرد الدبلوماسي الروسي احتجاج على الدور التركي. تركيا لا تقف وحدها في هذه الحالة وهذا الحدث ولكن لا تريد أن تحرق أصابعها بينما يتفرج المستفيدون الآخرون. تركيا مسكونة بحذر شديد لم يكن من قبل يضغط على أنفاسها يوم كانت علاقاتها مع (إسرائيل) تحالفية وجيدة. تركيا لا تخشى الدور الإيراني ولا تخشى المواجهة مع سوريا نفسها بقدر ما تخشى الدور الإسرائيلي الذي يمتلك قدرات واسعة ونفوذا في المنطقة والذي يملك القدرة على إشعال نار ممتدة عبر الحدود لخدمة مصالحه وفي الوقت نفسه فإن تركيا منزعجة من الموقف الأمريكي المتباطئ والذي يوصف في تركيا بأنه دور معطل للدور الأطلنطي. النار تتدحرج وتركيا حذرة تحبس أنفاسها قبل الانفجار الذي تزداد احتمالاته يومًا بعد يوم.