11.65°القدس
11.65°رام الله
9.97°الخليل
17.78°غزة
11.65° القدس
رام الله11.65°
الخليل9.97°
غزة17.78°
الأحد 24 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7
د. عدنان أبو عامر

د. عدنان أبو عامر

الإسرائيليون يُحذِّرون: تنتظرنا سيناريوهات سيئة وسيئة جدًّا!

جاء مفاجئا التوقع المتشائم الذي أعلنه مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق بقوله إن "(إسرائيل) ينتظرها سيناريو قاتم لمستقبلها، سيتراوح بين أن يكون سيئا، أو سيئا جدا"، وهو بذلك يحذر من تنامي الإرهابيين اليهود، لأنهم لم يعودوا يعملون في الخفاء.

صاحب هذا التحذير هو كارمي غيلون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي العام- الشاباك، الذي أكد أنه في حال تبنت (إسرائيل) صفقة القرن الأمريكية لحل النزاع مع الفلسطينيين، فإنها ستطلق العنان لعقيدة دينية يمينية متطرفة ستشعل الفوضى في المنطقة.

يتزامن تشاؤم غيلون تجاه ما ينتظر (إسرائيل) من أوضاع سيئة مع تحذيرات أصدرها جهاز الشاباك في أوقات متفرقة عما ستشهده دولة الاحتلال من جملة من السيناريوهات المرعبة في (إسرائيل)، بينها هجوم إرهابي يهودي على عدد من دور العبادة الإسلامية والمسيحية الفلسطينية؛ خلال الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة، من قبل المستوطنين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "فتيان التلال".

الغريب أن هذه التحذيرات الإسرائيلية تتزامن مع تأخر تحرك الأمن الإسرائيلي تجاه المستوطنين، ومحدوديته، رغم أن استهدافهم للكنيسة سيشعل نيرانا هائلة، ويثير موجات جديدة من العداء الإسلامي والمسيحي لليهود، مع أن الإرهابيين اليهود لم يعودوا يعيشون على الهامش، وليسوا أعشابا برية ضارة، لأنه حين تم اكتشاف الحركة اليهودية السرية بعد هجماتهم ضد الفلسطينيين في ثمانينيات القرن العشرين كانوا 12 ألف مستوطن فقط، أما اليوم فهناك خمسمئة ألف.

ولعل ما يزيد من إمكانية تحقيق هذه المخاوف أنه لا يوجد صهيوني متدين واحد لم يقرأ كتاب "توراة الملك" لمؤلفيه الحاخامين يتسحاق شابيرا ويوسيف إليتسيور، وهو كتاب عنصري، يحث على العنف، وقتل الآخر، في حين لم يستطع أي نائب عام أو قاضٍ في (إسرائيل) أن يجري تحقيقا مع الحاخامات المتطرفين، ومحاكمتهم على تصريحاتهم، رغم أنها تمثل خطرا داهما، وتأثيرها مخيف على تلاميذهم، وهذا يمثل خطأ من الشاباك في عدم تعامله اللازم مع أولئك الحاخامات القتلة.

كل ذلك يؤكد ألا يظل الهدوء سائدا في (إسرائيل) خلال الأربعين سنة القادمة، لكن أي حكومة تتولى زمام الأمور في (إسرائيل)، سواء من اليمين أو اليسار، تفعل ما في وسعها لإخفاء هذه الحقيقة، مع العلم أن الإسرائيليين عموما قد يستفيقون على واقع قاتم بالنسبة لهم، وكذلك للفلسطينيين، الذين ما زالوا يكتوون بنيران حقد وإرهاب المستوطنين اليهود، ممن انفلت عقالهم، ولم تعد تحكمهم قوانين ولا شرائع، باستثناء شريعة السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وطرد أهلها، وإحراق مزارعهم، وهذا العنف لا بد أن يصل يوما إلى الإسرائيليين أنفسهم، لأنهم لن يكونوا بمنأى عنه في قادم الأيام!