لا أقلل من خطورة فيروس كورونا، ولكن الذي لفت نظري تبادل الصينيين والأمريكيين الاتهام حول منشأ الفيروس، ففي الوقت الذي اتهم فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الجيش الأميركي بجلب الوباء إلى مقاطعة ووهان في بلاده، تواصل أمريكا تسمية الفيروس باسم ووهان، وتحمّل الصين المسؤولية عن تفشي الفيروس بين دول العالم.
الاتهام الصيني الرسمي لأمريكا جاء بعد نجاح الصين في الانتصار النسبي على الفيروس، وتقنين أخطاره، وبعد أن انتقلت الطامة المرضية من الصين إلى أوروبا، التي اكتشفت ضعف دفاعاتها الصحية، فكان الاتهام الصيني لأمريكا بمنزلة جرس إنذار للعالم، بأن منبت الفيروس أمريكا، في حين موطن العلاج بلاد الصين.
فهل كان الخوف الأمريكي من الفيروس هو السبب المباشر لإعلان حالة الطوارئ؟ أم أن هنالك أسبابا أخرى تقف خلف إثارة الفزع من الفيروس، ولا سيما أن الرئيس الأمريكي الذي استخف بالفيروس يوماً، أعلن حالة الطوارئ، ليحذر بعض المسؤولين الأمريكيين من خطورة الفيروس الذي قد يصيب عشرات الملايين من الشعب الأمريكي، وقد يودي بحياة الملايين منهم؟
فما الذي تغير، وغير الموقف الأمريكي؟ وكيف يمكن فهم هذه المعادلة المتناقضة؟ وأين اللغز في توقع أمريكا موت الملايين، وهي المتهمة بنشر الفيروس، في حين تنجح الصين في اجتياز خطر الفيروس، وتعود تدريجياً إلى حياتها الطبيعية؟
اللافت في هذا الموضوع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تساوق مع الرئيس الأمريكي، وحذر من إصابة 60% من الإسرائيليين بالفيروس القاتل، في الوقت الذي نشر الإعلام الإسرائيلي على لسان منظمة الصحة العالمية تحذيراً من إصابة 60 إلى 80% من سكان الضفة الغربية، في رسالة توحي بتوظيف هذا الفيروس لأغراض عدوانية، وأطماع سياسية.
ومما يثير الريبة أن فيروس كورونا قد ارتبط انتشاره بالخسائر الاقتصادية التي لحقت بمنتجي النفط، وانعكاس ذلك على الأسواق المالية بالخسائر الفاجعة والأرباح الفاجرة، وكأن الذي يثير الفزع من الفيروس، يريد أن يجبي المزيد من الأرباح المالية، ويحصد المزيد من الأهداف السياسية!
لقد نشرت جامعة هامبورغ إحصائية ملفتة عن عدد الوفيات في العالم منذ بداية عام 2020، وحتى بداية مارس من العام نفسه، فجاءت البيانات على النحو الآتي:
2360 حالة وفاة جراء فيروس كورونا، في حين توفي أضعافهم جراء نزلات البرد 6960، وتوفي بفعل الملاريا أضعاف مضاعفة 140, 584، وتوفي جراء الانتحار 153,696، وتوفي جراء فقدان المناعة 240,950، وتوفي جراء السرطان 1,177,141، لتبدو وفيات فيروس كورونا لعب أطفال أمام الأمراض والمخاطر الأخرى.
ويظل السؤال: هل جاء إعلان الطوارئ في أمريكا تعبيراً عن خطر حقيقي أم جاء لدرء الاتهام الصيني لأمريكا بنشر الفيروس؟ أم أن هنالك فيروس كورونا جديدا، طوره الجيش الصيني، ونشره في أمريكا، واستوجب إعلان حالة الطوارئ؟ الأيام القادمة ستجيب، وارتفاع قيمة الدولار في الأسواق العالمية قد يعطي جواباً!
ملحوظة: فيروس كورونا يفتح الأبواب على صفقة تبادل أسرى عاجلة!