للمرة الثانية خلال ما يقرب من أسبوع، قامت السلطات التركية بتفتيش طائرة شحن أرمينية، بينما كانت في طريقها إلى سوريا، فيما يبدو أنها خطوة تأتي ضمن إجراءات تفرضها أنقرة على الطائرات المتجهة إلى الدولة العربية المضطربة، بحسب ما أكدت مصادر تركية وأرمينية لـCNN الاثنين 15/10/2012. وقالت المصادر إن طائرة الشحن الأرمينية، التي كانت في طريقها إلى مدينة حلب، التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ومقاتلي "الجيش الحر"، تم توقيفها في أحد المطارات بمدينة "إروزورم" التركية، لتفتيش محتويات شحنتها، تحسباً لاحتمال أن تتضمن معدات عسكرية لنظام دمشق. وعلى عكس ما جرى لطائرة الركاب السورية، التي أجبرتها مقاتلات تركية على الهبوط في مطار "أسن بوغا" في أنقرة الأربعاء الماضي، فإن الطائرة الأرمينية، يبدو أن عملية تفتيشها الاثنين، جرت باتفاق بين الحكومتين التركية والأرمينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في أرمينيا، تيغران بالايان، في رسالة إلكترونية بعث بها إلى CNN: "إن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا، وتوقفت في تركيا بناءً على خطة مسبقة." من جانبه، أوضح المتحدث باسم الخارجية التركية، سيلكوك أونال، أن "طائرة شحن مدنية أرمينية طلبت الإذن بالعبور من يريفان إلى حلب"، وتابع بقوله: "وافقنا على منحها الإذن بالمرور في أجوائنا، كما سمحنا لها بالهبوط لأسباب فنية." ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية أن شركة الخطوط الجوية الأرمينية، تقدمت إلى المديرية العامة للطيران المدني التركي، بطلب نقل مواد غذائية تزن 14 طناً، على خط "يريفان - حلب"، بتاريخ العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وأوضحت المصادر أنه بموجب بلاغ الطيران المدني التركي، فإن على طائرات الشحن غير الخاضعة للتعرفة، تقديم طلب إلى سلطات الطيران المدني، خلال ساعات العمل وقبل الرحلة بـ48 ساعة، من أجل الحصول على الإذن المطلوب، مشيرةً إلى أن الطائرة أوضحت في طلبها أنها تحمل مواد غذائية. وأشارت المصادر نفسها إلى أن وزارة الخارجية التركية درست طلب شركة الخطوط الجوية الأرمينية، وكان ردها إيجابياً، شرط أن تهبط الطائرة في مطار "أرزروم"، موضحةً أن الشركة المذكورة وافقت على شرط الهبوط. واستخدمت السلطات التركية مقاتلتين من طراز "إف - 16"، لإجبار طائرة سورية مدنية، قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار "أسن بوغا" بأنقرة، الأربعاء الماضي، بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة تحمل على متنها معدات عسكرية وأدوات مشبوهة، لا تتوافق مع قواعد الطيران المدني.