بالأمس كانت إحدى قريباتنا من العائلة تزورنا في بيتنا، واستمرت زيارتها التي كانت بهدف الاطمئنان على صحة والدتي "الختيارة" والتي تجاوزت عقدها السابع من العمر، قرابة الثلاث ساعات متواصلة.
المشكلة ليست في الزيارة في حد ذاتها، لكن الطامة أنها كانت في زمن "الكورونا" التي وصلت إلى غزة والتي لم ترحم كل من استهان بها.
الجوامع تغلق أبوابها منذ فجر الأربعاء 25/2/2020، والكل ينصح بالتزام البيت، ولا زال البعض يستهين بإجراءات الحجر المنزلي والحفاظ على الصحة.
لا شك أن الزيارات الاجتماعية والتواصل في العلاقات داخل مجتمعنا الغزي شيء محمود في كل الأوقات، لكن ليس في هذا الوقت ونحن بحاجة لكبح جماح هذه الظاهرة في كل منزل من منازلنا.
وفي عود على بعض الطرافة من زيارة قريبتنا لمنزلنا، فهي لم تكتف بالقرب من والدتي السبعينية، بل جعلت من منزلنا إذاعة للتوعية بعدم الخروج من المنزل، فاتصلت على أختي عبر "واتساب" وحذرتها من مخاطر الخروج، وتواصلت مع ابنتها في بلد أوروبي، وعابت على زوج ابنتها خروجه وقامت بمحاضرة توعية لابنتها حول فوائد الحجر المنزلي.
مشكلتنا في المجتمع الغزي، ليست قلة العلم ولا قلة المعرفة، ولا تقدير الخطورة نظريا، فكثير منا أستاذ في الفلسفة والتنظير، ولكن مشكلتنا في تقدير الخطورة فعلا لا قولا، في ثقافة التطبيق وتحويل المعرفة والعلم إلى ثقافة تنجينا من وباء فتاك.
في النهاية لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ونسأل الله أن يجنبنا ويجنب شعبنا هذا الوباء، ويعافي البشرية منه.