قال الكاتب الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الحزبية، عاميت سيغل، إن "الخطوة التي قام بها عمير بيرتس زعيم حزب العمل بالانضمام إلى حزب أرزق-أبيض بزعامة الجنرال بيني غانتس شكلت ثغرة خطيرة، وأثارت انقساما واضحا بين قيادات الحزب".
وأضاف في مقاله على موقع القناة 12 الإسرائيلية، أن "هذا الانضمام تم في وقت تتواصل فيه المفاوضات الحزبية بين الليكود وأزرق-أبيض، دون أن تسفر بعد عن تشكيل الحكومة العتيدة، بل إن هذه المفاوضات ما زالت عالقة دون أن ترى تلك الحكومة النور بعد".
وأوضح أن "أزمة كورونا لعلها كانت من الأسباب التي دفعت مؤتمر حزب العمل للتسريع بالموافقة على الانضمام إلى أزرق-أبيض، مع العلم أن التصويت تم بالطريقة الإلكترونية، وليس من خلال الحضور وجها لوجه، خشية انتقال العدوى إلى أعضاء الحزب".
وكشف النقاب عن أن "عضوة الكنيست عن حزب العمل ميراف ميخائيلي التي عارضت الدخول في حكومة يقودها بنيامين نتنياهو أجرت سلسلة اتصالات هاتفية مكثفة للحيلولة دون نجاح خطوة بيرتس بالتحالف مع غانتس، تمهيدا للانخراط في حكومة نتنياهو الجديدة".
وختم بالقول إن "نجاح بيرتس في خطوته يدل على أننا أمام قرار شعبوي أكثر من كونه انضماما جديا لحكومة نتنياهو، على اعتبار أن الائتلاف الحكومي القادم لن يختلف كثيرا إن تكون من 76 عضوا أو 78 عضوا، لكن بيرتس اختار قراره هذا لاعتبارات كثيرة".
أما يارون أبراهام مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، فقال إن "بيرتس لم يحلق شاربه فقط، وإنما شطب حزب العمل الذي أسس دولة إسرائيل، وأخل بكل تعهداته لناخبيه بعدم الجلوس في حكومة تحت رئاسة نتنياهو المتهم بالفساد".
وأضاف في التقرير أن "ذلك ليس مفاجئا، لأن كورونا أخذت معها سلوكنا الطبيعي، ونكثت بوعود بيرتس التي أطلقها في الظروف الطبيعية، مع أن انضمام حزب العمل إلى أزرق-أبيض ليس أقل من خطوة إحراق النادي بكل من فيه".
وأوضح أنه في "أغسطس 2019 أعلن بيرتس أنه حلق شاربه من أجل أن يفهمه الجمهور الإسرائيلي جيدا حين يتحدث، فلا يغطي الشارب على شفتيه، ولا يبدو كلامه واضحا، معلنا أنه لن يجلس في حكومة تابعة لبنيامين نتنياهو، لكن سبعة شهور مرت منذ إطلاق ذلك الوعد، حدثت خلالها جولتين انتخابيتين إسرائيليتين، وانتشر فيروس كورونا، وكأن هذه المرحلة التي نعيشها يمكن وصفها بالتاريخية".
وشرح قائلا إن "وصف هذه المرحلة بالتاريخية ليس بسبب تلك الأحداث، بل لأن بيرتس قرر الانضمام لحكومة نتنياهو بذريعة الطوارئ، والمفاجأة أن حزب العمل بات تحت إبط نتنياهو، مع أنه أسس إسرائيل، لكنه بات مدمرا اليوم، ويحوز فقط ثلاثة مقاعد في الكنيست، وأعلن الانضمام إلى حزب أزرق- أبيض بزعامة غانتس، كي يعملا قائمة حزبية واحدة داخل الكنيست تحضيرا لجولات انتخابية قادمة".
وختم بالقول إن "بيرتس لم يكتف بتدمير حزب العمل فقط، بل قرر إخفاءه كليا عن المشهد السياسي الإسرائيلي، ونحن أمام تطور غير مسبوق، فالحزب الذي أسس الدولة قبل أكثر من سبعين عاما، بات في العقدين الأخيرين يترنح في السياسة الإسرائيلية، لا يعلم أين أخطأ وأين أصاب، ولا يجيد تحشيد المزيد من الأنصار لصفوفه، هكذا قرر بيرتس محو حزب العمل كليا، ودفن إرث ديفيد بن غوريون وإسحاق رابين إلى غير رجعة".