يهاجم فيروس كورونا المستجد الرئتين بشكل أساسي، لكن أطباء بدأوا يبلغون بشكل متزايد عن حالات أخرى تدور فيها المعارك بين الفيروس وقلب الإنسان.
وقالت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة جمعية الطب الأميركية إن أكثر من واحد من كل 5 مرضى أصيبوا بأضرار في القلب نتيجة فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان، بحسب موقع "لايف سينس" العلمي.
وبعض هؤلاء المصابين بالفيروس كانت لديهم مشكلات في القلب، وبعضهم الآخر لم تكن لديه أي مشكلة أصلا.
وشملت الدراسة 187 مريضا أصيبوا بفيروس كورونا، تعافى منهم 144 شخصا، أي ما يعادل 77 في المئة.
وتوفي 43 مريضا أي ما يعادل 23 في المئة من إجمالي المصابين.
وكان 66 شخصا من أفراد العينة يعانون من أمراض القلب مثل ضغط الدم واعتلال عضلة القلب.
ويشير الأطباء إلى عدد من الفرضيات التي ربما تفسر الأمر، مثل أن معاناة القلب بدأت بسبب غياب الأكسجين الكافي لعملية ضخ الدم في الجسم.
وربما يكون وراء الأضرار التي لحقت بالقلب أن فيروس كورونا غزا القلب مباشرة، أو أن الجسم في معركة التصدي للفيروس حرّك الخلايا المناعية التي هاجمت القلب.
وقال الأستاذ في كلية الطب بجامعة تكساس في هيوستن، محمد مجيد "نعلم أن هذا ليس الفيروس الوحيد الذي يؤثر على القلب".
ويعتقد أن خطر الإصابة بنوبات قلبية، على سبيل المثال، يزداد بنحو ستة أضعاف عندما يكون الشخص مصابا بفيروس الإنفلونزا، بحسب دراسة نشرت عام 2018 في مجلة "نيو إنجلاند أوف ميدسين".
وأكثر من ذلك، إذ خلصت مراجعة علمية نشرت في أواخر مارس الماضي إلى أن الأوبئة يمكن أن تؤدي إلى تعطيل تدفق الدم إلى القلب، الأمر الذي يمكن أن يتسبب بعدم انتظام ضربات القلب.
وفي ظل أن الأمر ليس مفاجئا، فإن فيروس كورونا يمكن أن يلحق الضرر بالقلب بشكل متكرر لهؤلاء المرضى، بصورة تفوق أولئك الذين أصيبوا بفيروسات أخرى.
ويغطي كل خلايا القلب والرئتين بروتينات تعرف باسم "أنزيم الإنجيوتننسين المحول"، ويستغل الفيروس هذه الجزيئيات كمدخل حتى ينفذ إلى خلايا هذين العضوين الحيويين للجسم، بحسب الدكتورة إرين ميخوس ، المدير المساعد لأمراض القلب الوقائية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز.