نعش الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة "أوبك" وحلفاؤها بشأن خفض إنتاج النفط، سعر الذهب الأسود، في الأسواق الآسيوية، يوم الاثنين، وسط رهان من الدول المنتجة والمصدرة على مزيد من التعافي، خلال الفترة المقبلة.، رغم تبعات وباء كورونا (كوفيد 19).
واتفقت مجموعة "أوبك بلاس"، يوم الأحد، على خفض غير مسبوق للإنتاج بما يعادل نحو 10 في المئة من المعروض العالمي، لدعم أسعار الخام التي انخفضت في خضم الجائحة.
وتهاوت أسعار النفط على نحو ملحوظ، خلال الفترة الأخيرة، من جراء وباء كورونا المستجد، الذي أحدث شللا في الاقتصاد العالمي وأدى إلى فرض إجراءات الحجر الصحي وقيود التنقل على مليارات البشر حول العالم.
دعم الأسعار
ويرى فهد بن جمعة، عضو لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى السعودي، أن الاتفاق سيدعم أسعار النفط في الفترة المقبلة، حتى لا تنحدر أكثر، نظرا إلى تأثر الطلب العالمي بوباء كورونا.
وأورد بن جمعة، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن المشكلة الحالية في سوق النفط هي ضعف الاستهلاك وتراجعه بما يقارب 30 في المئة، بسبب تبعات الجائحة.
واستبعد أن يؤدي الاتفاق إلى ارتفاع وشيك في أسعار النفط، حتى وإن كان سيحد من الهبوط، لاسيما أن أي تعاف كبير يرتبط بمواجهة العالم لفيروس كورونا وتلاشي الخطر الصحي.
ويرجح بن جمعة أن يكون سعر النفط في نطاق الأربعين دولارا، باقتراب نهاية العام الجاري، بعدما أحدث الوباء وضعًا غير مسبوق في الاقتصاد العالمي.
وحين سئل الخبير حول انعكاس هذا الاتفاق على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، لأنه كان يشكو المنافسة بسبب تكلفة إنتاجه التي توصف بالمرتفعة، أوضح بن جمعة أن إنتاج النفط الصخري سيتستمر بعد الاتفاق حتى إن كان قد تأثر.
وأضاف أن إنتاج النفط الصخري ذي التكلفة المرتفعة هبط، مؤخرا، بقرابة مليون 300 ألف برميل، فتراجع من مستوى يقارب 13 مليون برميل إلى نحو 11 مليونا و700 ألف برميل.
فوائد "جمة"
من ناحيته، يرى خبير شؤون النفط والطاقة، أنس الحجي، أن اتفاق "أوبك بلاس"، تاريخي فعلا لعدة أسباب لأنه أنهى حرب الأسعار، وضم الولايات المتحدة التي تدخلت بقوة، وهذا الأمر له "انعكاسات قانونية وسياسية إيجابية كبيرة لصالح دول الخليج.
وأوضح أن الاتفاق توج توافق مصالح أكبر ثلاثة منتجين أي روسيا والسعودية والولايات المتحدة، كما أن تدخل مجموعة العشرين أمرٌ تاريخي أيضا، نظرا إلى الاجتماع الذين انعقد يوم الجمعة بين وزراء الطاقة في الـ G20".
ومن الأمور الإيجابية الأخرى، بحسب الحجي،؛ التمديد لفترة طويلة من الزمن، لأن القرار يسري حتى سنة 2022، كما أن التخفيض كبير أيضا.
وأضاف أن أسعار النفط واصلت الانخفاض، نظرا لوضع تاريخي يتمثل في فيروس كورونا الذي أثر بشدة على اقتصاد العالم بعدما أصاب أكثر من مليون و800 ألف شخص.
وأشار إلى التبعات الفادحة لفيروس كورونا على طلب النفط العالمي، موضحا أن هذا التراجع سيكون بين 20 و30 مليون برميل في اليوم الواحد في شهر أبريل وربما أيضا في مايو المقبل.
وأضاف أن خفض الإنتاج لن يحدث تأثيرا كبيرا على المدى القصير، ولن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وأوضح الحجي أن هذا القرار سيؤدي إلى إخراج عدد كبير من المنتجين من ذوي التكلفة المرتفعة والكفاءة المحدودة والمديونية العالية.