تجري صباح الخميس 2012/10/18 مرحلة الاقتراع للهيئات المحلية في أكثر من تسعين هيئة محلة موزعة على كافة محافظات الضفة الغربية، في الوقت الذي أعلنت فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس –الفائزة باكتساح في الانتخابات المحلية السابقة عام 2005- وحركة الجهاد الإسلامي مقاطعتهما لهذه الانتخابات، التي تنظمها السلطة الفلسطينية وحكومة رام الله في ظل "الانقسام الفلسطيني". ومن المقرر، بحسب ما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية، أن يخصص اليوم لأفراد أجهزة الضفة ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات، لضمان تفرغهم لتأمين العملية الانتخابية المقررة السبت 20/10/2012. وكانت حكومة رام الله، برئاسة سلام فياض، حددت الثامن عشر من أكتوبر موعداً لإجراء الانتخابات المحلية بالضفة الغربية وحدها دون قطاع غزة. [title]حماس تقاطع [/title] من جانبها، عدّت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إجراء الانتخابات في ظل الانقسام الفلسطيني الحالي، والتضييق على أنصارها وأبنائها واستمرار عمليات اعتقالهم من قبل أجهزة أمن رام الله، بمثابة "خطوة إقصائية للتعددية السياسية، واستفراد بمكوّنات الشعب الفلسطيني"، معلنة مقاطعتها لهذه الانتخابات، ومؤكّدة أنها "لن تعترف بشرعيتها". وأضافت حماس، على لسان الناطق باسمها "سامي أبو زهري"، أن "إجراء الانتخابات المحلية من طرف واحد هو خطوة منفردة وتصعيدية، ستنعكس سلباً على ملف المصالحة الفلسطينية"، محملةً حركة فتح المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الخطوة. [title]انتخابات بلا انتخابات [/title] الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني"نقولا ناصر" وصف الانتخابات المقرر إجراؤها بالضفة الغربية بأنها "أبعد ما تكون عن انتخابات ديمقراطية، أو عرس للديمقراطية الفلسطينية". وأضاف المحلل السياسي، في مقال له تحت عنوان "انتخابات فلسطينية بلا انتخابات،: "عندما ينوي الانتخاب ما يزيد قليلا على نصف ممن يحق لهم الانتخاب، وتحديدا (54%) أو (518) ألف ناخب كما أعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية د. حنا ناصر في مؤتمر صحفي برام الله، ما يعني أن حوالي نصف المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال غير معني بالانتخابات، عندما يحدث كل ذلك وغيره فإن الانتخابات البلدية المقررة في الضفة يوم السبت المقبل لا تعدو كونها انتخابات افتراضية بلا انتخابات". وتابع: "لا شك في أن قرار إجراء انتخابات محلية في الضفة الغربية فقط يوسع شقة الانقسام والانفصال بينها وبين قطاع غزة، بينما تظل محاولة تحميل المسؤولية عن ذلك إلى رفض حركة حماس إجرائها في القطاع حجة متهافتة غير مقنعة لا تسوغ أبدا منح إجراء الانتخابات ولو جزئيا أولوية على التوافق الوطني على إجرائها". [title]فتح تنافس فتح [/title] وفي السادس من الشهر الجاري، وفي مقال له بعنوان "الانتخابات المحلية: فتح تنافس فتح"، خلص نقيب الصحفيين بالضفة الغربية عبد الناصر النجار إلى أنه حتى لو "فاز المستقلون" من المتمردين على الحركة "فإن المعادلة هي فتح نافست فتح"، ويكون "من فاز هو فتح". وعلى ما يبدو، فإن حكومة رام الله والسلطة الفلسطينية وحركة فتح تحاول القيام بأيّ عمل، حتى وإن كان على حساب المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، للفت النظر عن حالة الجمود السياسي في "عملية السلام"، والتهديد والوعيد الأمريكي بإيقاف الدعم والمعونة حال تقديم طلب لحصول فلسطين عضوية في الأمم المتحدة، وما تعانيه من أزمة مالية خانقة –برغم ملايين الدولارات التي تحصل عليها من المانحين- لم تمكنها من صرف رواتب موظفيها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.