16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
19.59°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة19.59°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: من ينتظر الشهادة لا تخيفه التهديدات

صحيفة الأهرام المصرية نشرت معلومات مفادها أن جهودا مصرية بذلت مع الحكومة الإسرائيلية لوقف عملية اغتيال كادت أن تنفذ من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وأن هذه الجهود أسفرت عن وقف عملية الاغتيال. عقب نشر هذه المعلومات خرج الجانب الإسرائيلي لينفي ما نشرته صحيفة الأهرام، ونرى أن صحيفة الأهرام بنت معلوماتها على ما صدر من قيادات عسكرية وسياسية إسرائيلية من تهديدات باستهداف قادة حماس، وتحديدا إسماعيل هنية ومحمود الزهار وأحمد الجعبري، وبنت معلوماتها على مصادر ضعيفة شابها كثير من النقص واعتمدت على التحليل المستند إلى الاستنتاج وربما آراء بعض المتخصصين في الشأن الإسرائيلي أو على الإعلام الإسرائيلي وخلا تقريرها من مصادر موثوقة تعبر عن نفسها بكل وضوح هذه هي أهم نقاط الضعف في التقرير. الجهد المصري جهد مشكور على كل الصعد وهو جهد إن دل فإنما يدل على تغيير واضح في السياسة المصرية، وندرك أن تدخل مصر حد من التصعيد الإسرائيلي وزاد أهمية الدور المصري حرص الجانب الإسرائيلي على الحد من التصعيد مع مصر في أعقاب مقتل عدد من جنودها بعد عملية ايلات، وهي لا تريد مزيدا من التدهور فتعاطت مع الطلب المصري بوقف التصعيد على قطاع غزة. في الجانب الإسرائيلي الموضوع له علاقة بحسابات الربح والخسارة، وقرار اغتيال أي من قيادات حماس لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية وهو تهديد متكرر من قبل وزراء معروفين وتصريحاتهم تأتي من باب التعبير المتشنج وردة الفعل العاطفية الهادفة إلى كسب بعض من الرأي العام الإسرائيلي وهي سرعان ما تذوب عبر الهواء لأنها لا تستند إلى قرار رسمي، ولكن هذا لا يمنع أن يكون التفكير لدى نتنياهو وصل إلى مرحلة تنفيذ اغتيالات سياسية بعد تنفيذ سلسلة اغتيالات للقيادات العسكرية، ولعل هنية والزهار والجعبري هم من أبرز القيادات السياسية لحركة حماس وفق الرؤية الإسرائيلية فلذلك تم التركيز عليهم في تصريحات لبعض الشخصيات الإسرائيلية. خلاصة القول أن الاغتيالات مسألة واردة في حسابات القيادات الفلسطينية، وهذه التهديدات لا أعتقد أنها ذات تأثير كبير على نفسيتهم أو موقفهم يمكن لها أن تجعلهم يولولون ويخرجون مرتبكين يناشدون هذا أو ذاك خوفا على رءوسهم أو كراسيهم كما يتوهم البعض، همهم ليس أنفسهم لأنهم وطنوها على الشهادة ويعدون أنفسهم مشاريع استشهاد، ولكن هذا لا يمنع أن يتخذوا كافة الاحتياطات والحذر الذي أمر الله به عبادة في قوله: "خذوا حذركم"، ولعل من اللحظة الأولى للعدوان والتصعيد الإسرائيلي أجرى هنية اتصالات متعددة مع العديد من الجهات العربية وتواصل معها عبر الهاتف وهو يعلم أن الهواتف مراقبة ولو كان يخشى التهديدات الإسرائيلية لأخذ ركنا وانزوى فيه خشية على حياته، بل كان تحركه من أجل وقف عدوان محتمل من قبل الاحتلال على الشعب الفلسطيني. القرار الإسرائيلي باغتيال القيادات الفلسطينية متخذ ولمه طي الأدراج ويمكن أن يخرج على أرض الواقع لو وجدت (إسرائيل) فيه مصلحة ولن يردها تدخل مصري أو غير مصري، لأن ما يحكم (إسرائيل) هو المصلحة. وعليه يجب أن لا ننجر وراء التهويل أو المبالغة والمعلومات غير الدقيقة وعدم الانشغال بالتدخلات هنا أو هناك ؛ ولكن العمل على قاعدة أن هذا العدو لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة ولو استطاع أن يغتال أي قيادي فلسطيني يجد في اغتياله ما يخدم مصالحه لن يتردد، سواء كان هناك عملية عسكرية أو لا توجد ليحقق هدفاً ما من وراء عملية الاغتيال. العلاقة التي تحكمنا مع العدو هي علاقة المقاومة وقانونها، والمقاومة لها أثمان كما يدفعها أبناء الشعب الفلسطيني يمكن أن يدفعها قادته عسكرا كانوا أو ساسة؛ لأنهم جميعا من أبناء الشعب الفلسطيني.