في عملية أمنية معقدة ، أجهزة أمن حكومة فياض تلقي القبض على أرشيف حركة حماس؟! أجهزة (دايتون) الآن تحقق انتصارًا وطنيًا غير مسبوق؟! لقد فشل (الأعداء؟!) في إخفاء أرشيفهم الحركي، ومن الآن فصاعدا فإن أرشيفهم الحركي مكشوف للأجهزة الوطنية (؟!!!)، ومكشوف أيضًا (للشاباك) إذا ما دفع الشاباك الثمن؟! أود أن أهنئ أجهزة دايتون الوطنية جدًا على الإنجاز الكبير الذي يستحق وسام (العار) من الدرجة الممتازة. لا أحب استخدام أوصاف العار ومرادفاتها في وسائل الإعلام، ولكن الله لا يحب الجهر بالسوء إلا من ظلم. كان يكفي أجهزة (العار) أن تستولي على أرشيف حماس في الضفة، وأن تستفيد مما فيه من معلومات بما يخدم عملها لإحباط أعمال المقاومة وأعمال حماس، ولكن أن تجعل من هذا العمل بطولة؟! وفي وسائل الإعلام؟! فالأمر مثير للسخرية. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة يقول: هل حركة حماس في الضفة الغربية محظورة، ويمنع عليها القيام بأي من الأنشطة، ويمنع أن يكون لها مكاتب مفتوحة ، وأرشفة الكترونية وورقية لأعمالها وأنشطتها وبنائها الهيكلي؟! أم هي حركة وطنية فلسطينية مشروعة، ولها الحق في تنظيم نفسها، وأرشفة أعمالها، ومنافسة فتح في كل أنشطتها؟! قبل الإجابة عن السؤال أقول إن رئيس السلطة وبطانته يجرون مفاوضات مصالحة مع حماس، ويدعون إلى شراكة مع حماس، فهل حماس التي يفاوضونها غير حماس التي ألقت أجهزتهم الوطنية القبض على أرشيفها الحركي؟! لدينا الآن لغتان، وموجتان، متصادمتان، إحداهما كاذبة والأخرى صادقة؟! فهل يسكن الكذب في المفاوضات أم يسكن في أجهزة الأمن؟! ثمة كذب يجدر بالمواطن الفلسطيني أن يبحث عنه؟! من أكذب مِن مَنْ؟! رجل المفاوضات أم رجل من؟! من المعلوم أن رجل الأمن أداة تنفيذية، وأن رجل السياسة والمفاوضات مصدر القرار، ولا يعقل أن تقبض أجهزة الأمن على أرشيف أي من فصائل العمل الوطني والإسلامي بدون قرار سياسي؟! إذًا فالمستوى السياسي صاحب القرار يرى أن حماس فصيل غير شرعي ويجب حظره وملاحقته وكشف أسراره، و(لعن والديه، وبهدلة أولاده؟!). غدًا ستستفيد أجهزة الأمن من معلومات (العدو)!! من أجل فتح القدس وتحرير الأسرى، واستعادة الكرامة الوطنية؟! والويل كل الويل لأعضاء حماس، وكوادرها، فهم الآن على الشاشة. مبارك عليكم الإنجاز، والملتقى عند الشاباك؟! في كل يوم يمر، ومع كل جديد، يدرك المواطن الفلسطيني الحر لماذا لم تتم المصالحة في السنوات الماضية؟! ويدرك أيضًا أنها لن تتم في الوقت القريب، فما تقوله ألسنة السلطة تقول عكسه أعمال أجهزتها، وقديمًا قالوا الأعمال أبلغ من الأقوال؟! ارحمونا فقد عرفناكم، وعرفنا لماذا يتمزق الوطن، ولماذا يتأخر التحرير؟!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.