في خضم معركة مواجهة فيروس كورونا، يقدم العاملون في القطاع الطبي يد العون للمرضى، غير عابئين بالأخطار التي تحدق بهم، وتصل إلى حد الموت.
وكان من بين هؤلاء، ممرضة وصفت بأن لها "قلب من ذهب"، وزميل محبوب ونابض بالحياة.
وقضى هذان الاثنان أثناء تقديم العلاج لمرضى كورونا في بريطانيا التي يجتاحها الفيروس، على ما ذكرت صحيفة "الصن" البريطانية، الأحد.
وقالت الصحيفة إن الممرضة والمسعفة جينلين كارتر ( 42 عاما)، الفلبينية الأصل، توفيت الجمعة، بعد أن قضت سنوات في خدمة المجتمع الويلزي، وكانت آخر جهودها في محاربة فيروس كورونا المستجد.
وكانت كارتر تعمل في مستشفى موريستون بمدينة سوانزي جنوب غربي ويلز، وتتبع المستشفى لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا "أن. أتش. أس".
ولم تكن هذه الممرضة تعمل في شروط مريحة أسوة بغيرها، لكن ذلك لم يمنعها من العمل الشاق في ظل أزمة كورونا.
وأصيبت جينلين بعدوى كورونا أثناء محاربة الفيروس قبل أيام قليلة، وتدهورت حالتها كثيرا، وحاول زملائها دون جدوى إنقاذ حياتها.
وذكر مارك مادمز مدير التمريض في مستشفى الذي كانت تعمل فيه الممرضة الراحلة أنها "كانت تبذل قصارى جهدها من أجل أي مريض.. كنت سيدة لطيفة ولها قلب من ذهب".
وكانت أرقام رسمية في بريطانيا كشفت الأسبوع الماضين عن نتائج صادمة تتعلق بإصابات العاملين في الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا بفيروس كورونا المستجد.
وقالت النتائج إن واحدا من بين كل 3 عاملين في الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا، ممن عمل في مجال مكافحة المرض أصيب به، بعد إجراء فحوصات واسعة لهم.
قصة الممرض مايكل
ومما يبرز الخطر الذي يلاحق هؤلاء العاملين في القطاع الطبي، قصة الممرض مايكل أليو، الذي توفي السبت في مستشفى جامعة هومرتون شرقي لندن.
وانضم مايكل إلى فريق عمل المستشفى عام 2007 وكان عضوًا رئيسيا في فريق وحدة العناية المركزة، التي تستقبل عادة الحالات الصعبة من مصابي فيروس كورونا.
وبعد إصابته بعدوى كورونا، ظل الممرض يعاني داخل المستشفى الذي يعمل به لعدة أيام قبل أن يرحل عن عالمنا.
وقالت الرئيسة التنفيذية للمستشفى، تريسي فليتشر، إن شخصية مايكل كانت حيوية (..) كان معروفا ومحبوبا جدا في المستشفى.
وأضافت أن زملاءه سيفتقدونه سواء في وحدة العناية المركزة أو المستشفى ككل.