ثار الشعب السوري ضد النظام الأسدي من أجل الإصلاح والتغيير ، إصلاح ما أفسده النظام على مدار عشرات السنوات وتغيير من أذلوا الشعب السوري وأذاقوه ألوان العذاب. ثورة الشعب السوري بدأت سلمية وتساقط العشرات ثم المئات على وقع ضحكات بشار الأسد وأزيز رصاصه، والعالم وقف متفرجا دون مطالبة الشبيحة بـ" استراحة" حتى يلملم الشعب جراحاته ويدفن شهداءه. الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا تقدم بمبادرة الهدنة ووقف إطلاق النار أيام عيد الأضحى، فهو لا يريد المزيد من القتل أيام العيد وكأن العيد سيشكل فرقا للشعب السوري في ظل الجرائم التي يرتكبها النظام البعثي الكافر، أو أن خسارة أم لفلذة كبدها يوم العيد ستكون أكثر قسوة، أو أن الإبراهيمي ساوى بين المسلمين وبين الطير أو الحيوان الذي يحرم صيده في الأشهر الحرم. إن مساواة الإبراهيمي وكل من يؤيده بين الشعب السوري الضحية والنظام البعثي المجرم جريمة لا تغتفر، فالشعب يدافع عن عرضه وكرامته ونفسه بما تيسر من أسلحة غنمها من شبيحة النظام،أما النظام فهو يستعين بإيران وحزب الله وروسيا والصين وكوريا إلى جانب شبيحته لإبادة الشعب السوري وتركيعه للقبول بحياة الذل إلى الأبد، ونقول للذين يرفضون التدخل الأجنبي بأنه قد حصل من الدول التي ذكرناها،ولكن ليس لمساعدة الشعب وإنما لقتله وإخضاعه. أعتقد أنه لو وافق الجيش الحر على هدنة فإن جيش الاحتلال الاسدي سيغدر وسيضحي بالمئات من أبناء الشعب السوري في عيد الأضحى الحزين، وكذلك فإن " الأسد" وضع اشتراطات لأي هدنة مع الشعب أساسها استسلام الثوار وتسليم الأسلحة، وهذا يدل على الغطرسة التي تلبست بشار وعصابته وانه منفصل عن الواقع بشكل كلي وأن نهايته وخيمة. خلاصة القول: إن الأخضر الإبراهيمي يحاول رمي طوق النجاة للنظام الاسدي، ويدعمه في تلك المحاولة كل من يدعي حبا للشعب السوري ويدعم النظام في جرائمه، والإبراهيمي نفسه أفصح عن سبب مبادرته وهو الخشية من أن تأكل الثورة الأخضر واليابس فتتخطى حدود سوريا، ولا أظن أن الإبراهيمي يخشى على الأردن ولبنان وتركيا ولكنه ومن ابتعثه يعملون بكل طاقتهم من اجل حماية الكيان الإسرائيلي والإبقاء على نظام ضمن أمن (إسرائيل) و تنازل لها عن الجولان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.