12.79°القدس
12.55°رام الله
11.64°الخليل
15.32°غزة
12.79° القدس
رام الله12.55°
الخليل11.64°
غزة15.32°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: لَن أنتَخِبَكُم يا سادَةَ القَهر

في الحَملات الإنتخابية يتحول المسؤول إلى متسول يجبي الأصوات مِن تحت نِعال الفقراء والمظلومين ويحولها إلى سلالم يصعد بها درجات إلى أعلى منافِعهِ الشخصية بإسم المصلحة العامة، وينزلون هم للأسفل بعدما سحبوا أمنياتهم وآمالهم من تحت أقدامهم لأجله. في هذهِ الأيام، الجُلوس على قيد الأمل بمسؤول ما "مُضر للصحة"، وإذا كنتَ تريد الإنتحار مُحترقا أو مقهورا عليكَ تجاهل التفكير بأن المسؤول سيشغل بالَهُ بِك ويفكر ببؤسكَ، وإن هدرتَ حياتك بهذه الطريقة ستكون أفضل وصفة للموت العصري. واقعيا، تحولَ الشعب إلى حفنة من الرحمة للمسؤول، وتحول المسؤولون إلى متسولين قادرين على "الشحدة" علينا بطريقة مذهلة، ولا ننسى أننا تحولنا إلى مادة دسمة للخطابات الرنانة. أيها المُستضعف: في أيام الإنتخابات سيجردونَكَ مِن كُلِ سلاح، سيتوسلونَ إليكَ تارةً، ويرهبونَك تارةً أخرى، ويهددون بقطعِ رزقكَ آخر المطاف، فليكن سلاحَك الورقة البيضاء في أسوأ الأحوال إن لم تقاطع الإنتخابات، وإلا سوفَ تضطر أن تهذي مع روحكَ قائلا "حظاً أوفر" عندما تَكتشِف أن صوتكَ تَوجَ الطُغاة على عُروش الفَساد، وبقيتَ أيها المسكين بلا صوت، صامتا لو حتى لو تكلمت. صوتُكَ سيكون أشبه بورقةِ خريف هرمِت عندما وُضِعت في صناديق الطُغاة. لَن أنتخبكم، فأنا أعرف أن المسؤول في وطني يبدو كالعَلَقَة، يتشبث في مَنصِبِهِ وكأنهُ قدرَه الذي كتبتهُ له آلهة طغيانِه. لَن أنتخبكم ولن أخشى من قولها، فليسَ لي مَصدر رزق مِنكم تقطعوه وقد عرفتُ سلفا أن قلمي موجعٌ لكم والحق بنظركم أصبح السبب بإغلاق الأبواب في وجوهنا التي تَهشمت من أفعالكم. وليس بيدكم عنقي لتعلقوه على مشنقة تتخذونَ كلماتي ذريعةً لنَصبها. لن أنتخب مَن يتركون الفقراء في مدينتي دون كسرة أمل. لن أنتخب من يمتطون ذكرى الشهداء ويتاجرون بهم حتى آخر قطرة دم. لن أنتخب مَن جعلوا مِن قضية الأسرى بروازا لأسمائهم على شاشات التلفاز وفي صفحات الجرائد. لن أنتخب من ينافقون الشعب ويضرمونَ النار بإحتياجاتهِ. لن أنتخب مَن يطردون ذوي الإحتياجات الخاصة مِن وظائفهم ويحاكمونهم على قدر رضوا به من الله. لن أنتخب مَن لا يترك تنازلاتهِ ويرتفع لقبور الشهداء وأحذية المظلومين. لن أنتخب من يوافق على تعزيز الإنقسام وإقصاء غزة من الوطن، وكأن من فيها وباء لا يحق لهم التصويت وإجراء الإنتخابات. لن أنتخب مَن يغضون البصر عن ذلكَ الإستيطان المتفشي في الضفة الغربية، ولا يتجرأون حتى على إدانة إعتقال المُقاومين لدى الأجهزة الأمنية، ينكلون بأفكارنا، وفي نهاية الأمر يُرضِعونَ الشعب بلهاية الإنتخابات. لن أنتخب مَن لا يحركون ساكنا أمام العاطلينَ عن العمل والمفصولين من وظائفهم لأسباب سياسية، والمعتقليين السياسيين، وهنا على الهامش أذكر تصريحا سابقا للسيد أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح والمرشح لإنتخابات بلدية نابلس عندما طالب الصحافيين بعدم إثارة قضية الإعتقال السياسي في أجواء المصالحة بدلا من دعوته لإنهاء هذه المهزلة! مَن منكم سينصفنا ؟ مَن مِنكم سيتقي الله فينا؟ فعليا هم يُفضلونَ الإلتصاق على كراسي الخنوع ليناموا لا ليعملوا، أؤلئَكَ لن تلتفت لهم الحياة، ولن يكونوا سوى كومبارس داخل حلقة مِن مسلسل نهوضنا وتمردنا على أفعالهم. في كُل دول العالم نَجد اللصوص والقَتّلَة في مكانهم الطبيعي "السِجِن"، إلا في وطَني، فاللص هو سيدُ البلاد والعباد، يحكُم إمارات لعدالة مشوهة النزاهة مِن داخل قصورِه المُحاطة بالجدرانِ والحُراس والقلق. اللص في بلادي دبلوماسِياً ووزيراً وسَفيراً للحَرمَنة، وَهو مُثقَف يؤلف خيباتِه في كِتاب وتُدَرَس سيرة حياتِه في الجامعات، لا يَحتاج أن يَسرق دجاجة، فَلديه شعب بأكملِهِ يبيض لَهُ بيضا مِن ذهب، بينما يعتاش الشعب على بيض من تَعب. الآن يُمكنني أن أقول أنَّ لدينا شَعب مِن اللصوص، ولا شَريف يحكمُهم.