كشف كاتب إسرائيلي ما "اعتبرها تفاصيل أمنية جديدة عن إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في سوريا، معتبرا ذلك إما استهتارا في الإجراءات الأمنية، أو خللا في عمل جهاز الموساد، وأن هناك معطيات جديدة حصل عليها من خلال السلسلة الوثائقية التي يبثها التلفزيون الإسرائيلي المعنونة "رجلنا الذي في دمشق"، ويسعى لتقديم إجابات أكثر دقة حول حقيقة ما حصل بالضبط مع كوهين".
وأضاف أمير غيرا في مقاله على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني الإسرائيلية "كان"، أن "تبادل الاتهامات الإسرائيلية حول كوهين يتمحور بين فرضيتين: هل تساهل كوهين في حذره، كما يدعي الموساد، أم إن الجهاز ذاته تهاون في تأمين جانب الاتصالات مع عميله المقيم في سوريا".
وأكد أن "هذه السلسلة الوثائقية تكشف تفاصيل جديدة عن هذه القضية الحساسة التي ما زالت تشغل دوائر الأمن الإسرائيلي بعد مرور عقود طويلة عليها، مع العلم أن عائلة العميل كوهين تتهم الدولة الإسرائيلية بأجهزتها المختلفة السياسية والأمنية بتجاهل مسؤولياتها تجاه تجنيده، وكشفه لاحقا، مما تسبب بإعدامه، ويتمسكون بروايتهم التي تتلخص في أن ابنهم الذي يعتبرونه بطلا قوميا تعرض للخذلان والتخلي عنه من الدولة".
وأوضح أن "رئيس جهاز الموساد آنذاك إيلي عاميت أوضح في تسجيلات وردت على لسانه عقب القبض على كوهين، أن الجهاز لم يرتكب أخطاء في التعامل معه من خلال التواصل، لقد تم إلقاء القبض عليه لأنه تهاون في إجراءاته الأمنية، وشعر بثقة زائدة في تحركاته واتصالاته، هنا وقع خطؤه الذي لم يستطع استدراكه".
ابنة كوهين صوفي بن دور التي كانت ابنة خمس سنوات حين تم إعدام أبيها، "تنتقد رواية الموساد، لأنها تكتفي باتهام كوهين بوقوع الخطأ، مع العلم أن جهاز الموساد والدولة بأسرها كانت تريد استخدامه، والاستفادة منه حتى النهاية، لو لم يتم كشفه".
نتان سولومون، الدليل الأمني الذي درب كوهين في الموساد، قال إنه "كان صعبا على الجهاز تجنيد كوهين في البداية، لأنه لم يكن مستعدا بما فيه الكفاية، وبعد أن أجروا له تدريبا ميدانيا، وكان هناك تقدير موقف يفيد بأن الجهاز قد يستغني عن مهامه في بعض الأوقات بسبب تعرضه لضغوط متزايدة".
نادية كوهين زوجة إيلي قالت، إن "اللقاء الأخير الذي جمعها به في إسرائيل قبل إلقاء القبض عليه أبلغها بحقيقة المصير الذي ينتظره، لقد مات إيلي قبل شهر ونصف من خروجه من البيت في إسرائيل، وعلم جيدا أنه لن يعود، ولذلك فقد ودعنا وداعه الأخير، أما الدولة فقد قتلتني مرات ومرات، حتى أبنائي الصغار دفعوا الثمن، وهذا الألم يرافقنا لحظة بلحظة، ساعة بساعة، لقد ألقوا بنا على حافة الشارع دون رحمة".