درس علماء الأحياء من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة، بنية فيروس كورونا المستجد واكتشفوا ميزات تفسر وفقا لاعتقاداتهم أسباب كونه سريع الانتشار والعدوى.
وتفيد مجلة Journal of Molecular Biology، بأنه لفهم سبب كون فيروس SARS-CoV-2 سريع الانتشار والعدوى بين الناس، قارن علماء الأحياء بجامعة كورنيل بنيته مع بنية فيروس كورونا المعروف سابقا.
ويشير الباحثون، إلى أنه على الرغم من تطابق 86% من التسلسل الجينومي في بنية فيروس SARS-CoV-2 مع بنية فيروس SARS-CoV-1 الذي سبق أن اكتشف عام 2003، إلا أن له ميزة شبيهة بفيروس كورونا البشري الحميد HCoV-HKU1.
ومع ذلك فإن فيروس SARS-CoV-1 يسبب نسبة وفيات عالية تصل إلى 10% ولكنه لا ينتشر بسرعة. أما فيروس HCoV-HKU1 فعلى الرغم من أنه نسبيا غير مؤذ إلا أنه معد جدا وسريع الانتشار. لهذا يعتقد العلماء، أن الجمع بين هذه الخصائص جعل فيروس SARS-CoV-2 بهذه الخطورة.
واكتشف الباحثون أيضا، في بنية بروتين S للفيروس المستجد عنصرا يساعده على اختراق الخلايا البشرية، هو عبارة عن حلقة خاصة تتكون من سلسلة تتالف من أربعة أحماض أمينية متتالية، غير موجودة في فيروسات كورونا المعروفة للعلماء.
واتضح للباحثين، أن الأشواك التي على سطح الفيروس تتكون من البروتين S ، حيث بواسطتها يلتصق بمساعدة الحلقة، بقوة بمستقبلات الخلايا البشرية السليمة، ما يضمن له سهولة اختراقها لاحقا. ويشير الباحثون، إلى أن قوة التصاق بروتين S في فيروس كورونا المستجد بمستقبلات الخلايا البشرية، تفوق التصاق فيروس SARS-CoV-1 بعشر مرات.
يقول البروفيسور غاري ويتاكر رئيس فريق البحث، الخبير بعلم الفيروسات، "يجمع فيروس SARS-CoV-2 في بنيته خصائص غريبة- الوفيات والعدوى. ونحن نعتقد أن الحلقة في بنيته مهمة جدا لانتقال العدوى أو لثباته أو لكليهما".
وعلاوة على هذا، فإن خطورة هذا الفيروس وفقا لرأي الباحثين يمكن تفسيرها بأن بروتين S لفيروس SARS-CoV-2 ينشط إنزيم فورين Furin الموجود في مختلف أعضاء جسم الإنسان ومنها: الرئتان، الكبد، الأمعاء الدقيقة. ووجود هذا الإنزيم في أنسجة هذه الأعضاء، يشير إلى أن الفيروس قادر على مهاجمة عدد من أعضاء الجسم في وقت واحد. ومن هنا تظهر خطورته الكبيرة على الإنسان.
ويشير الباحثون، إلى أنه إضافة إلى الرئيسيات، فإن القطط وابن عرس وحيوان المنك عرضة للإصابة بفيروس SARS-CoV-2 أيضا، لوجود مستقبلات على سطح خلاياها مشابه لتلك الموجودة على سطح الخلايا البشرية. ولكن تكون إصابة القطط بالمرض خفيفة وليس هناك ما يؤكد انتقال العدوى منها إلى الإنسان.
وإضافة لهذا، يوجد للقطط خط خاص من فيروسات كورونا، التي يعتزم العلماء دراستها قريبا، لأنهم يعتقدون أن هذا سيساعدهم على فهم خصائص فيروس SARS-CoV-2 بشكل أفضل.