قالت كاتبة إسرائيلية؛ إن "شهر رمضان شهد بث مسلسلين تلفزيونيين: سعودي وإماراتي، أثارا العالم العربي، لأنهما حملا تلميحات للتطبيع مع إسرائيل واليهود، ولذلك فإن هذه الانتقادات القاسية تزيد من توسيع الفجوة في الوصول إلى "الشرق الأوسط الصهيوني"".
وأضافت فتآل كوبرفاسر بمقالها بصحيفة "إسرائيل اليوم"،أنه "قبل عامين، دعيت من صحفي بدولة خليجية للانضمام لمجموعة "واتس آب" تضم كتابا وصحفيين عربا، وسألته عن استعداد المجموعة للتحدث مع امرأة يهودية من إسرائيل، فأجابني أن الجميع متعلم ومستنير، انضممت للمجموعة العاشرة مساء، وبعد 3 ساعات فقط، اتصل بي مدير المجموعة، واعتذر لي، لأنه اضطر لإخراجي من المجموعة".
وأشارت كوبرفاسر، مؤلفة رواية "الصور على الحائط" التي تتعامل مع اليهود العراقيين، ونشرت باللغة العربية في العراق، أنني "تذكرت هذا الحدث عندما شاهدت هذا العام مسلسل "أم هارون"، وهو واحد من عشرات المسلسلات التلفزيونية المنتجة في رمضان، ويتابعها عشرات الملايين العرب في الشرق الأوسط، ويشرح علاقات المسلمين والمسيحيين واليهود المقيمين بمدينة خليجية، وتبثه القناة الفضائية السعودية MBC".
وأوضحت أن "المسلسل تحول لمواجهة ساخنة بين الفلسطينيين الذين يعارضون التطبيع مع إسرائيل، ودول الخليج الساعية للاقتراب من إسرائيل والغرب، وتحقيقا لهذه الغاية، أعد هذا التيار لإزالة الانشغال بالقضية الفلسطينية على الأجندة العربية هاشتاغ "فلسطين ليست مشكلتي".
وأضافت أن "الكوميديا السعودية "مخرج7" تعاملت مع القضايا المدرجة على الأجندة السعودية، وسخرت من محاولة منع التطبيع مع إسرائيل، وزادت من حدة العاصفة، ما ذكره أحد الممثلين أن "إسرائيل موجودة، أردنا أم لا، متهما القضية الفلسطينية بإعاقة العرب طوال السنوات الماضية، وكل اعتقاد بأن إسرائيل ستنتهي من الوجود، فهو خاطئ".
وأوضحت أن "هذه النصوص أثارت ردود فعل كثيرة، لدرجة أن إسماعيل هنية، زعيم حماس أعلن أن "التطبيع مع العدو الصهيوني جريمة كبرى، وخطيئة لا تغتفر"، ولكن في الوقت الحاضر، لا يشير هذا الانفتاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى تغيير كبير في العالمين العربي والإسلامي تجاه إسرائيل واليهود".
وأكدت أنه "رغم تقديم إسرائيل والصهاينة في الدراما العربية على أنهم يريدون السيطرة على العالم، فإن الخطاب الإيجابي بشأن اليهود وإسرائيل أصبح أكثر انتشارا وجرأة، ويطالب بعض المثقفين العرب بإلغاء المقاطعة الثقافية مع إسرائيل، رغم أن هذه التصريحات تثير انتقادات شديدة لهم".
وأشارت إلى أنه "في الحلقات التي تم بثها حتى الآن من مسلسل "أم هارون"، الذي يتحدث العربية، يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود معا، ويتمتعون بحرية العبادة، صحيح أن المسلسل يتوافق مع الرواية الفلسطينية بأن اليهود يتمتعون بحياة جيدة في البلدان العربية، ولا يريدون الهجرة لإسرائيل، لكن الحركة الصهيونية أقنعتهم وشجعتهم للهجرة لإسرائيل بطرق عنيفة، بما في ذلك إلقاء قنابل يدوية قرب المعابد والشركات".
وأضافت أن "النقاش العربي حول المسلسل تدحرج للحديث لمسألة التطبيع مع إسرائيل واليهود، وبالنسبة للكثيرين في العالم العربي، يعد المسلسل انفتاحا تروج له الأطراف البراغماتية في الخليج، التي تشجع اتباع نهج واعٍ تجاه إسرائيل، لكنه بنظر آخرين يشكل تطبيعا لا يطاق، وخيانة وإضرارا بالضحية الفلسطينية".