يعتزم الدبلوماسي المصري السابق حميد ممدوح، الترشح إلى منصب مدير عام منظمة التجارة العالمية، بعد إعلان البرازيلي روبرتو ازيفيدو استقالته من هذا المنصب.
وقال ممدوح، الذي يحمل أيضا الجنسية السويسرية، ويقيم في سويسرا منذ 35 عاماً، ويعمل حاليا ضمن مكتب المحاماة الأميركي "كينغ&سبالدينغ" في جنيف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، إن المدير العام المقبل لمنظمة التجارة العالمية يجب أن يكون إفريقيا.
وأضاف أن "إفريقيا لم تحز يوما على هذا المنصب، وقد حان الوقت إذ إن كل مناطق العالم سبق أن حازت عليه".
بيد أن حميد ممدوح (67 عاماً) المولود في القاهرة والحائز على شهادة الحقوق، ليس وحيداً في هذا المسعى. فثمة أيضاً النيجيري يونوف فريديريك أغا الذي يشغل حالياً منصب أحد نواب مدير عام المنظمة الدولية، كما البنيني ايلوا لاورون وهو سفير لدى الأمم المتحدة في جنيف، وقد اختارهما الاتحاد الإفريقي في شباط/فبراير ضمن لائحته للمرشحين.
وترغب المنظمة الإفريقية في التوصل إلى مرشح واحد بحلول تموز/يوليو، إذ كان يفترض أن تبدأ الفترة الحاسمة لاختيار مدير عام منظمة التجارة المقبل في كانون الأول/ديسمبر. غير أنّ إعلان الاستقالة المبكرة لمديرها العام البرازيلي روبرتو ازيفيدو فاجأ الجميع.
فقد أعلن الأخير في منتصف أيار/مايو أنّه سيتخلى عن مهامه في نهاية آب/اغسطس، أي قبل عام من انتهاء ولايته، مبررا ذلك بأسباب "عائلية".
وفرض هذا الإعلان على المنظمة تسريع مسار اختيار خلفه، وصار على المرشحين تقديم ملفاتهم بين الثامن من حزيران/يونيو وتموز/يوليو.
بالتالي بات السؤال يتمحور حول ما إذا كانت الدول الإفريقية ستتمكن من التوصل إلى مرشح واحد بحلول تلك الفترة، لا سيما وأنّ الكينية أمينة محمد التي سبق أن ترشحت إلى المنصب في 2012 وهي دبلوماسية قديمة في جنيف، راغبة في دخول السباق كما يبدو.
في الأثناء، بدأ ممدوح حملته في المدينة السويسرية، مركزاً على خبرته الطويلة في المنظمة.
وهو حطّ في جنيف عام 1985 بصفته مفاوضا تجارياً ضمن البعثة الدبلوماسية المصرية، ثم انضم في 1990 إلى هيئات "غات" (الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية والتجارة) التي قامت منظمة التجارة العالمية على أنقاضها، بدايةً كمستشار قانوني ثم مساعداً لنائب مديرها.
ويوضح ممدوح: "واحدة من مسؤولياتي المهمة ضمن هذا النظام كانت التفاوض حول +الاتفاق العام بشأن تجارة الخدمات+ وصياغته". ودخل ذاك الاتفاق حيز التنفيذ في 1995، أي في عام ولادة منظمة التجارة العالمية.
بعد ذلك، أمضى أكثر من 20 عاماً في منظمة التجارة العالمية حيث رأس مجلس تجارة الخدمات حتى عام 2001، وبعد ذلك قسم الخدمات والاستثمار حتى 2017.
وفي 2018، التحق بمكتب "كينغ&سبالدينغ" الحقوقي، وهو أيضاً أستاذ زائر في معهد دراسات القانون التجاري في جامعة "كوين ماري" في لندن.
يعترف ممدوح بأنّ صفاته المهنية "بعيدة بعض الشيء عن المواصفات النمطية لمدراء (المنظمة) السابقين"، ولكن هل تحتاج عربة معطّلة، على غرار منظمة التجارة العالمية، إلى ما هو أفضل من "مهندس" ليقودها؟
ويقول إنّ "المنظمة يقودها أعضاؤها، ولكن لكي تتمكن من قيادة سيارتك يجب أن تكون صالحة للاستخدام".
ويضيف: "إذا أردت الشروع في عملية إصلاح، ألا تفضل أن يكون بجانبك أحد المهندسين الذين شاركوا في تصميم وإقامة الهيكل (...) بغية المساعدة في تصليح السيارة؟".
وفي خضم ركود اقتصادي عالمي تسبب به تفشي وباء كوفيد-19، فإنّ عدة مشاريع ضخمة تنتظر مدير عام المنظمة المقبل: التحضير للمؤتمر الوزاري في 2021، دفع مفاوضات تراوح مكانها ومعالجة النزاعات بين المنظمة والولايات المتحدة.
ويشير ممدروح إلى أنّ "الجميع متفق على القول إنّ الإصلاح ضروري" غير أنّ التباينات تظهر في سياق "الترجمة" العملية.
ويوضح أنّ "الأولوية الرئيسية" لديه تتمثل في إحياء الحوار و"جمع الأعضاء حول طاولة واحدة" لإيجاد "حل" و"أرضية مشتركة". ويصف ذلك ب"الحاجة الماسة".
ومن بين أولوياته الأخرى إحياء الذراع التشريعي للمنظمة، موضحاً أنّ المفاوضات تراوح مكانها "منذ أكثر من 20 عاماً"، ما يجعل من المنظمة أداة مكلفة البت في النزاعات التجارية فحسب.