قال وزير إسرائيلي سابق، إنه آن الأوان لتوقف تقديم المعونة الأمريكية لإسرائيل، وهي دعوة تعود إلى عام 1992، حين ناقش خبراء حكوميون ومن المجتمع المدني الإسرائيلي هذه المبادرة الساعية لوقف المساعدات الأمريكية، وعندما انتخب بنيامين نتنياهو رئيسا للوزراء في 1996، بدا مستمتعا بالفكرة، ووصل إلى الإلغاء التدريجي للمساعدات الاقتصادية الأمريكية".
وأضاف يوسي بيلين في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن المساعدات الأمريكية بلغت في التسعينيات 1.2 مليار دولار، بجانب 1.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا، ونقل نصفها لزيادة المساعدة العسكرية، ثم قرر الكونغرس منح "إسرائيل" 3 مليارات دولار كمساعدات عسكرية سنويا، وفي اتفاقه الأخير مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، رفع المبلغ لما يقرب 4 مليارات دولار سنويا على مدى 10 سنوات.
وأكد بيلين، أن المساعدة الأمريكية لإسرائيل تمثل 55% من جميع المساعدات الأمريكية للعالم، ويفاجأ الأمريكان بأن إسرائيل الغنية، تتلقى مبلغا كبيرا كهذا، لكن أحد تفسيراتها أن إسرائيل ليست عضوا بحلف شمال الأطلسي الناتو، ويجب عليها حماية نفسها، وشراء معدات عسكرية دفاعية.
وأشار إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل بدأت في 1949، بعد أشهر قليلة من تأسيسها، وبلغت آنذاك ملايين الدولارات، بهدف مساعدة "إسرائيل" على استيعاب الهجرات اليهودية الجماعية، وصنفت في البداية على أنها قرض، ولكن لم يتم تسديد معظم أموال القروض بعد أن تخلت عنها الحكومات الأمريكية المختلفة.
وأوضح أنه منذ عام 1958، بدأت "إسرائيل" بتلقي منح ومساعدات أمنية أمريكية، لكنها أصبحت دائمة بعد حرب الأيام الستة في 1967، عندما أنهت فرنسا علاقاتها الأمنية الخاصة مع "إسرائيل"، ووصلت ذروة هذه المساعدات الأمريكية بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر في 1979.
وأضاف أنه قبل تنفيذ البرنامج الاقتصادي الكبير في تموز/ يوليو 1985، اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريس مع جورج شولتز وزير الخارجية بإدارة الرئيس رونالد ريغان، على منحة سنوية 3 مليارات دولار، معظمها للأمن، وفي المقام الأول لشراء المعدات العسكرية من الصناعة الأمريكية، وينسب الأمريكيون الفضل لإسرائيل بمساعدتهم عسكرية بمشاريع خاصة مثل القبة الحديدية، والسهم 1 ، والسهم 2 والعصا السحري.
وأكد أن "إسرائيل" مرتاحة لأن المنحة الأمريكية السنوية تقدم لها حصريا كاملة بداية كل عام، وليس مقسطة أسوة بدول العالم. صحيح أن إسرائيل مدينة لأمريكا على المساعدة السخية، لكنها تولد الاعتماد عليها، وبمجرد توقف الأمر على بذل قصارى جهدنا لشراء المنتجات الأمريكية الصنع، فإن الإسرائيليين ليسوا أحرارا بشراء المعدات العسكرية من سواها، وبأسعار معقولة، الأمر الذي ينجم عنه إضعاف الصناعة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن بعض مرشحي الرئاسة الأمريكية، ألمحوا بعض الأحيان إلى أن المساعدة المقدمة لإسرائيل تحتاج لإعادة نظر، حتى إن الرئيس دونالد ترامب ذكرنا مرارا بالحاجة لدفع تكاليف المساعدة الأمنية الأمريكية، صحيح أن هذه المساعدة لا يتجاوز نطاقها 1٪ من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، لكنها تحولت إلى عادة.
وختم بالقول بأنه بعد بلوغ "إسرائيل" 72 عاما، فقد آن الأوان اليوم للتخلي عن المساعدات الأمريكية، وقد يكون إنشاء حكومة الوحدة برئاسة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس فرصة لقرار إسرائيلي جريء بالانسحاب من المساعدة، لأنه سيكون حينها قد أعلنا نسخة جديدة من الاستقلال.