د. عمر شلح يرثي شقيقه د. رمضان عبدالله الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي بحزن عميق.
في رثاء أقرب الناس إلى قلبي...
أخى الذي عانق الشهادة قبل يومين..
***
أيها القمر البهيّ..
أيها الكوكبُ الدريّ..
وَقَفَ الملاك على بوابة القلب..
يستأذن بالدخول..
فغابت شمسُ الكونِ فيكَ..
وما عاد في العمرِ عُمْراً..
وجاءتْ لحظة الأفول...
أيها النهر اللؤلؤيّ..
أيها البدر الوفيُ..
من يضيء عتمة ليلَنَا يا مولاي..
لو غاب النور من عيوننا...
فالنور أنت ضياءَه يا سيّدي...
يا قمر العاشقين في ليلِ المقاومة..
يا شمساً في ضُحى القدس تسطعُ...
في سورة الإسراء..لا تعرف المساومة....
مولاي أبا عبد الله...
ربع قرنٍ من الزمان وأكثر...
أنتَ والعادياتُ في جُرحنا تَضْبَح..
والمُورِياتُ مع نصلِ السيف منك تَقْدَح...
ما كَلَّتْ عزائمكم.. ولا وَهُنَتْ أواصِرِكم..
مُذْ رأيتك في ساحة القدس تَصْدح..
بوعد الله بالتمكين تفرح...
**
منذ عامين وأنت تقاوم المرض...
قاتلتَه... حاربْتَه...
كعادَتِك.. ما قبلتَ الهزيمة...
أَدْنيْتَه.. أَبْعَدْتّه...
لكنْ حينما جاءتك الشهادة...
بكل حبٍ ورضىً عانقتَه...
يا سيدي منذ عرفتُك...
عرفتُ أجمل الأشياءَ فيك...
فماااا أجملَ الموتَ فيك...
حينما لرحلةِ المِعْراح يجتبيك..
نحو سِدْرة المنتهى..
لِجنّة الفردوسِ يُهْديك...
ياااااااا أجملَ العمرِ فيك...
**
رحلةٌ طويلة..
حطّت سنَابِكُ الخيل فيها...
على أعتابِ منزلنا...
من عطرِ الجهادِ في جدائلها...
عَرفنا أنها أنْتَ...
فجاءت سرايا القدسِ تحمِلُها...
لكنَّ الخيلُ ما عادت في مرابِضِنا...
لأن الصهيلَ غابَ عن حناجرها...
فهل سَتَصْهَلُ الخيلُ...
لو عُدْتَّ يا مولاي... إلى حَناجِرِهَا...
**
أنت تركتنا...
فمن سيصلي بنا..
في محرابِ الشهادة...
عند التحامِ الجيوش...
من سيتلو سورة الأنفال...
من سيؤمُ جَمْعَنا...
حينما نَدُكَّ تلك العروش...
**
تاريخ طويل...
أبدعَتْه يَدَاك..
بناه ساعِدَاك...
تُكْمِل الوصية...
فكنتَ تُرَتّبُ للشهداء موعدَهم...
كنتَ دليلَ الحَيَارى إلى القدسِ...
والقدسُ تصحو من جديد...
تُطِلُّ من عينيكَ في ليلة القَدْرِ...
والناس تشدو إليك...
ومن خَلْفِك...
أجمل القصيد...
بالروح بالدم..نفديكَ يا شهيد...
*****
عن أخى الكبير أتحدث..
السادس من حزيران للعام العشرين بعد الألفين..