يكابد مرضى السرطان في قطاع غزة مشاق ظروف بالغة القسوة حيث باتت الأخطار تتزايد، والموانع تتعاظم أمام حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة للنجاة من المرض.
وتشكل القيود المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حرية الحركة والتنقل للمرضى في قطاع غزة أحد أبرز الانتهاكات المنظمة التي تهدد حياة المرضى وتحرمهم من الوصول إلى العلاج.
ويعتبر السفر خارج قطاع غزة للخضوع إلى العلاج الإشعاعي، غير المتوفر في القطاع المحاصر، وغياب الأجهزة التشخيصية المناسبة، وتراجع المنظومة الصحية، ضرورة لا غنى عنها، ولكن القيود استمرت سواء برفض منح التصاريح أو المماطلة في الردود، حيث تشير المعطيات المتوفرة أن 38% من المرضى خلال العام المنصرم لم يتمكنوا من الوصول إلى المرافق الصحية خارج قطاع غزة لتلقي العلاج.
مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، منير البُرْش، قال إن نقص صنف دوائي واحد يؤثر على البروتوكول العلاجي الخاص بمرضى السرطان، ويزيد من نسبة العجز.
وأوضح البُرْش أن "استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض لنحو 14 عاما على غزة، والمعيقات التي فرضتها أزمة جائحة كورونا العالمية، إلى جانب عدم توفير وزارة الصحة (برام الله) للموازنة الخاصة بالوزارة في غزة"، كلّها عوامل أدت إلى هذا العجز الدوائي.
وبين أن وزارة الصحة (برام الله) أرسلت منذ بداية العام، 2 مليون دولار فقط للقطاع الصحي بغزة، من استحقاق يصل إلى 40 مليون دولار.
ولفت البُرْش إلى أن الخدمة الطبية داخل مستشفى "الحياة" المتخصصة (خاصة)، والمتعاقدة مع وزارة الصحة لتوفير العلاج لمرضى السرطان، "ما زالت غير مكتملة".
رعاية شاملة
وبدوره، طالب مركز الميزان لحقوق الإنسان، وزارة الصحة برام الله، بضرورة "توفير الرعاية الصحية الشاملة لمرضى السرطان بغزة".
وقال المركز، في بيان إن "الخدمات العلاجية في قطاع غزة لمرضى السرطان محدودة، وبات المرضى يواجهون أشكال متعددة من التحديات، من بينها العجز في الأدوية المستخدمة في بروتوكولات العلاج الخاصة بهم"
وأوضح المركز أن "عدم الاستقرار في الأدوية، يتسبب في مزيد من الألم والمعاناة للمرضى وعائلاتهم، ويحرم شريحة كبيرة منهم من حقهم في الحصول على العلاج المناسب، ويفضي إلى تراجع أوضاعهم الصحية خاصة بعد فترة طويلة من العلاج المنتظم".
ودعا المركز إلى تشكيل "لجنة متخصصة، للوقوف على حجم الكارثة والخطر الذي يتهدد حياة هؤلاء المرضى، والتفكير جدياً في تخصيص مرفق خاص ومتكامل لمرضى السرطان ورفده بالموارد البشرية المتخصصة، وتوفير الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية، وتأمين وصول إرساليات الأدوية والمستلزمات الطبية الكافية بانتظام".
ووفق وزارة الصحة، فإن قطاع غزة يسجّل نحو 120-130 إصابة جديدة للأورام السرطانية شهريا، فيما وصل عدد المرضى الذين يتعالجون في المستشفيات إلى 6 آلاف مريض.
ويوم الخميس الماضي ، صرّحت وزارة الصحة بغزة إنها تعاني من نقص حاد في الأدوية بنسبة تصل إلى ٤٤ في المئة، وعجز في المستهلكات الطبية بنسبة 30 بالمئة، ونقص في لوازم المختبرات بنسبة 56 في المئة.
وحذّرت الوزارة، في بيان من تفاقم الوضع الصحي للمرضى الذين لا يتوفر لهم علاج بغزة.