أجرت صحيفة "إيلاف" التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها سعودية، مقابلة مع وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهن، مشيرة إلى أنها "محاولة لفهم توجهاته".
وقدمت "إيلاف" لحوارها مع "كوهن"، بالقول إنه لا يزال "في طور دراسة وظيفته الجديدة في المجالات العامة، وهو لا يملك أجندة واضحة أو محددة، بل يحاول أن يكون ضمن الإجماع الإسرائيلي الذي يميل إلى اليمين".
وذكرت في تعريفها للمسؤول الإسرائيلي أنه "شغل منصب وزير الاقتصاد وكان في حزب موشيه كحلون، وزير المال السابق الذي انشق عن الليكود قبل سنوات، ثم تحالف مع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة "إسرائيل".
وعن سؤال عما إذا كانت لديه علاقات مع قيادات في دول عربية لا تقيم علاقات مع "إسرائيل"، حاول كوهن التهرب قائلا: "هناك نية ورغبة في تلك الدول في إقامة علاقات مع "إسرائيل"، خصوصا في مجالات الأمن والمياه والزراعة، فنحن من الدول الرائدة في هذه المجالات".
وبطرح السؤال مرة ثانية أجاب وزير الاستخبارات الإسرائيلي قائلا: "نعم التقيت بعض مسؤولي دول عربية وخليجية، ووقعت اتفاقيات وعقودا مع جهات في دول عربية لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية".
وعرّج في إضافة جوابية على مشروع نيوم في السعودية، واصفا إياه بأنه "مشروع عظيم جدا و"لإسرائيل" خبرة وتقنيات هي الأكثر تطورا والرائدة في العالم في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".
وطرح كوهن تساؤلات متتالية في ذات السياق قائلا: "هل سيؤجلون التعاون معنا إلى حين التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وهذا سيأخذ وقتا طويلا؟ فقد تستغرق هذه التسوية عشر سنوات، وبتقديري أكثر من ذلك كثيرا، لذلك أرى أن هناك مصالح مشتركة وإمكانيات تعاون في مجالات كثيرة. السؤال: هل ينتظرون أم يتعاونون معنا؟ أعتقد أن المصلحة تتطلب تعاونا، وسأكون سعيدا بزيارة دول الخليج ودعوة المسؤولين هناك إلى زيارة إسرائيل".
وركز الوزير الإسرائيلي في إجاباته على إيران، ورأى أن عدم الاستقرار يمكن رؤيته في "تلك الدول التي تتمدد فيها إيران، كما نرى انهيارا اقتصاديا، وتورطا في مواجهات لا تعني سكان ومواطني تلك الدول".
وواصل كوهن من هذا الباب الترويج للتطبيع مع تل أبيب، مشددا على أن "التهديدات الإيرانية للجيران توضح لدول الخليج والدول العربية الأخرى من هو العدو الحقيقي ومن هو الشريك الحقيقي، ومن دون شك هناك مصالح مشتركة تجمع دول الخليج مع "إسرائيل" لتعميق التعاون الأمني والاقتصادي. فإيران هي التي هاجمت مرافق النفط في السعودية، ولدينا عدو مشترك من ناحية ولدينا مصالح اقتصادية مشتركة وقرب جغرافي يخلق فرصا جديدة من ناحية أخرى".
وفي موضع آخر من الحوار، زعم بوجود "كلام متبادل بين "إسرائيل" والسعودية"، مضيفا أن بهذا البلد توجد كنوز طبيعية كثيرة "وإسرائيل" رائدة في العالم في المجال التقني، وهذا يمكننا من أن نكون شركاء أقوياء في المنطقة".
وعما إذا كان يعتقد أن دول الخليج ستبادر إلى التطبيع مع "إسرائيل" في ظل الدعوة إلى ضم أراض فلسطينية وخطوات أخرى أحادية الجانب، أجاب وزير الاستخبارات الإسرائيلي بعبارة مقتضبة فحواها: "أقول لك إن من يقف على رأس دولة عربية وخليجية يهتم بأمور شعبه وأمنه واقتصاده وحياته بكرامة، وهذا ما يهمه ولا تهمه أمور أخرى".
وبشأن التسوية في المنطقة، حمل كوهن الطرف الآخر المسؤولية كاملة وشاملة عن كل ما يحصل، محرضا ضده دول الخليح بقوله إن الفلسطينيين لديهم "شيء واحد ثابت وهو رفض أي خطة سلام. انسحبنا من غزة بشكل كامل فماذا فعل هؤلاء في الأموال التي حصلوا عليها من دول الخليج؟ بنوا الأنفاق التي تهدمت فوق رؤوسهم، وبنوا مصانع صواريخ دمرناها نحن".
وعرض في المقابل على الدول العربية المصالح المشتركة والتعاون، لافتا إلى "أهمية العلاقات الأمنية أمام العدو المشترك، وهناك أيضا أهمية بمكان للتعاون الاقتصادي بيننا وبين تلك الدول، وأرى أنه يمكننا العمل سويا".
وأجاب بتحفظ على سؤال حول نشاطات تركيا العسكرية في العراق وسوريا وليبيا ومناطق أخرى، حيث قال: "لا أريد التطرق إلى هذا الأمر، لكنني أقول إننا نعرف ونراقب ونتابع النشاطات التركية العسكرية وغيرها مع قطر وإيران في سوريا والعراق وليبيا والسودان والبحر الأحمر"، وفيما إذا كانت نشاطات تركيا تقلق تل أبيب، أجاب "لا تعليق!".