قالوها زمان "بتحمل في أنقرة وبتولد بحجرنا"، هذا المثل الذي ضربه أهلنا قديما لكل من تنهال مصائب متنوعة عليه، وهذا حال الأسر المتعففة في قطاع غزة مع منحة ال100$ التي تصرفها قطر لعشرات الآلاف من الأسر المتعففة بغزة.
فلا يكفي أنها أسر متعففة وضيق الحال يخنقها، ولا يكفي أن كثير من تلك الأسر لا يجد معيلوها مصدر دخل ليسدوا رمق أهلهم بها، ولم يكف أنهم المتضرر الأكبر من الحصار وقلة العمل، بل أكملت خطة الضم الإسرائيلية على مصائبهم، لتلوح قطر بوقف المنحة إذا لم توضح "إسرائيل" موقفها النهائي من الضم، خشية من أن يحسب الموقف القطري مساعدا لحكومة الاحتلال.
خطة الضم اللعينة تحاول أن تطال أنيابها المساعدة القطرية لقطاع غزة وكأنها تجد في الغلابة الحلقة الأضعف واللقمة السائغة التي من خلالها تحاول أن تضغط على صمود هذا الشعب ومقاومته ضد المحتل.
نعلم وكلنا يقين أن الغلابة أول من سيقول لا للقمة مغمسة بذل الاحتلال ولن يقبلوا هوان المقاومة مقابلها، لكن السؤال المهم لماذا يكون الثمن عربيا أو إسرائيليا على حساب الشعب الصامد، ألم يجدوا موقفا معاديا لـ"إسرائيل" إلا منحة الغلابة؟!
صبر أهلنا على "الغلب" سنين ولم يهنوا ولم يستكينوا للذل، ولن يكون وقف المنحة القطرية كرباج ضغط على مقاومتنا بغزة، بل سيكون وبالا وحريقا على الاحتلال، وعلى قولة صاحبنا معاذ "ما بتعمر الا تتخرب".