قال الكاتب الإسرائيلي أليئور ليفي، إن اللقاء الأخير الذي جمع كبار المسؤولين في حركتي "فتح" و"حماس"، يعني أن الأخيرة تحصل على ضوء أخضر لما وصفه "رفع رأسها" في الضفة الغربية، رغم أن محمود عباس لا يريد للعمل المسلح أن يعود مجددا ضد أهداف إسرائيلية".
وأضاف ليفي في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه عندما يتحدث جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إلى جانب صالح العاروري مخطط الهجمات المسلحة في الضفة الغربية، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس، فإن الوضع الهادئ نسبيا على الأرض قد يتغير بشكل كبير على الساحة الميدانية.
وأكد أن العقد الماضي شهد سلسلة لقاءات بين الحركتين حازت على كميات كبيرة من العناق والابتسامات والمصافحات بين قادتهما الرئيسيين، وقليل من الفلسطينيين الذين يتذكرون عدد المرات التي أعلن عنها في غزة والقاهرة، وفي محادثات أكثر سرية على سبيل المثال في جنوب أفريقيا، حول فتح صفحة جديدة بينهما، لكن المشترك بين كل هذه الإعلانات أنه لا شيء خرج منها، إذن ما الذي سيتغير هذه المرة؟.
وأشار إلى أن هناك أمرين استجدا على هذا اللقاء: أولهما أن أيا من القياديين، الرجوب والعاروري، لم يصرحا في المؤتمر الصحفي شبه الافتراضي بتصريحات علنية حول إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة، أو إجراء انتخابات جديدة، والثاني أن الجهة التي شجعت هذين القياديين المخضرمين على دخول غرفة ZOOM هي "إسرائيل".
وأوضح أن "فتح"، وبعبارة أدق السلطة الفلسطينية، اختارت أن يكون الرجوب لهذا اللقاء، وهو الذي عينه أبو مازن لقيادة خطة مواجهة الضم، ومن المفترض أن يهز الشارع الفلسطيني، ويأخذه للاحتجاج أمام الدوارات الرئيسية، لكن نجاحها، في هذه الأثناء، كان جزئيا للغاية، ومثل "حماس" نائب زعيمها صالح العاروري، الذي يتولى دور أكبر مخطط للهجمات لحماس في الضفة الغربية.
وأضاف أن السلطة الفلسطينية بدا أن غايتها كانت واضحة في ذلك المؤتمر الصحفي، لا تتعلق بأي شكل من الأشكال بالمصالحة مع "حماس"، فقد طلبت فقط وضع إصبع في عين "إسرائيل"، عقب تحول وقف التنسيق الأمني إلى أمر واقع، لكن توفير الضوء الأخضر لحماس للعمل في الضفة الغربية هو الخطوة التالية في حملة مناهضة الضم، بالطبع، لم يسموها بذلك، لكنهم اختتموها بعبارات مثل "صراع مشترك في الميدان".
وأكد أنه فيما أعلن الرجوب أنه "ليس لدينا عدو سوى إسرائيل"، فقد بدا العاروري سعيدا بالفرصة التي منحت لحركة "حماس" أن ترفع رأسها في الضفة الغربية، ولو جزئيا، ولم يتوقف عن الإشادة بموقف "الإخوة" في فتح، وأظهر حنينه إلى عهد ياسر عرفات، ودعا لقتال مشترك، موضحا أن ملعب هذه المعركة الحالية هو أولا وقبل كل شيء في الضفة الغربية.
وأوضح أن العاروري خاطب الشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية على شكل تعليمات علنية بألا "تنتظروا تعليمات دقيقة منا"، ويتخيل معي القراء الإسرائيليون شابا فلسطينيا عاطلا عن العمل يبلغ من العمر 25 عاما، وليس لديه ما يخسره، ويسمع هذه التصريحات والتلميحات، وهو أسوأ ما يمكن تخيله من بعض الشباب العاطلين عن العمل الذين يجلسون معا، ويسمعون مثل هذا الكلام.
وأشار إلى أنه رغم كل ذلك، فمن المرجح أن عباس لا يزال يلتزم بسياسة تعارض الهجمات المسلحة بشدة، ومن المفترض أنه لا يريد حقّا رؤية أعلام خضراء تظهر في كل زاوية وشارع في الضفة الغربية، لكن عندما يتحدث الرجوب عن قتال مشترك مع "حماس" ضد خطة الضم، ومع الرجل المسؤول عن إنشاء البنية التحتية العسكرية لحماس في الضفة الغربية، فإنه يخاطر بركوب ظهر النمر.
وبنبرة لا تخلو من تحريض قال أليئور؛ إنه يمكن أن يكون لهذه الخطوة بين "فتح" و"حماس" نتائج فورية على دوافع الأخيرة لتنفيذ هجمات مسلحة في الضفة الغربية، وإحراج قوات الأمن الفلسطينية، التي سوف تسأل نفسها عن عدوها الآن بعد هذا اللقاء: حماس أم إسرائيل؟.