جوجل محرك بحث في الإنترنت ربما هو الأشهر والأوسع استخدامًا في فلسطين والعالم. قادة شركتي (جوجل وأبل) يعملون بقانون الربح والخسارة، ويعنيهم تحقيق أوسع استخدام لمحرك بحثهم في العالم، وهذا يحقق لهم الأرباح التي يعملون لها. في طريق التجارة هذه تواجه الشركة قضايا سياسية تفرض عليها التعامل معها، واتخاذ موقف سياسي منها، وهذا الموقف يجد تجسيدا له في عمليات محرك البحث.
أخيرا استطاعت دولة الاحتلال الصهيوني تضليل قادة الشركة، وإقناعهم بتبني الرواية الإسرائيلية النافية لوجود فلسطين على خريطة الشرق الأوسط والعالم. الشركة العملاقة في مجال البحث شطبت فلسطين من خرائطها، ولم تعد كلمة فلسطين تظهر في الخرائط، حتى ولو على مناطق الضفة وغزة.
تلخيص هذا الموقف يكون في نقطتين: الأولى أن الشركة انحازت للرؤية الإسرائيلية، ولم تولي الرؤية الفلسطينية والعربية أدنى اهتمام. الشطب وقع دون رجوع لقادة فلسطين، ودون وضع اعتبار للخسائر التي ستلحق بالشركة في الأراضي الفلسطينية، وربما العربية. والأهم من ذلك أن الشركة ألقت بنفسها في السلة الإسرائيلية، وتبنت موقفا سياسيا ومعلوماتيا خطأ.
والنقطة الثانية أن دولة الاحتلال التي وقعت مع منظمة التحرير اتفاقية أوسلو تعمل ضد هذه الاتفاقية، وهي تمارس شطب فلسطين في جوجل، كما تمارس عملية شطب فلسطين في الضفة الغربية. فلسطين في الاستراتيجية الصهيونية غير موجودة على الأرض، ويجدر ألّا تكون موجودة في عالم المعرفة والبحث.
(إسرائيل) نجحت في شطبنا، ووزير خارجية فلسطين، ووزير الاتصالات ما زالا يدرسان الردود الممكنة على جوجل وأبل! أين جهوزية السلطة؟! وأين المتابعة الوزارية من وزراء الاختصاص؟! ثمة فشل في السياسة الخارجية، وفشل في وزارة الاتصالات، وهو أمر يحتاج لمحاسبة.
الآن تدرس وزارة الاتصالات ووزارة الخارجية التوجه إلى محاكمة جوجل وأبل، ولكن لا يعرف الوزيران بعد المحكمة ذات الصلاحية. والآن يدرسان التوجه لمحرك البحث الروسي أو الصيني! ونقول لماذا الدراسة؟! لماذا لا نبادر بالفعل مباشرة؟! الآن يدرسان الضغط على جوجل وأبل من خلال مصالحهما في الأراضي الفلسطينية! والآن يدرسان الضغط على جوجل من خلال العمل الجماهيري في الضفة وغزة!
نعم، أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، ولكن لماذا التأخر في قضية لا تحتمل التأخير؟! لماذا لم تكن لدينا الخطط البديلة ونحن نعلم موقف جوجل السلبي قبل تطبيق قرار شطب فلسطين؟!
إن مصالح فلسطين في بقائها على خريطة العالم وعلى خريطة الشرق الأوسط، وهذا يتطلب قرارا حكوميا باستخدام المحرك الروسي والصيني فورا، وإقامة دعوة قضائية ضد جوجل وأبل، واتهامهما بتشجيع الاحتلال والممارسة العنصرية. وهذا يتطلب الحصول على دعم عربي للخروج من جوجل ورمي جوجل بخسائر كبيرة. هذه الخطوات يجدر أن تسير معا، ويجدر أن تكون فورية! كلمات ندرس علامات فشل لحكومة اشتية!