20.48°القدس
20.15°رام الله
18.86°الخليل
23.01°غزة
20.48° القدس
رام الله20.15°
الخليل18.86°
غزة23.01°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

جزيرة يونانية صديقة الحياة.. تعرف على سر طول أعمار سكانها

اتباع نمط حياة مشابه لجزيرة إيكاريا اليونانية قد لا يكون مفيدا للحصول على صحة أفضل فحسب، بل قد يكون كشفًا لسر الحصول على الشباب المتجدد والعمر الطويل، فما هو هذا السر؟

يقال إن الناس في جزيرة إيكاريا اليونانية "نسيّهم الموت"! وعلى الرغم من أن الموت لا ينسى أحدا، فإن المقولة أطلقت لشهرة المنطقة بطول أعمار سكانها، وشهرتها بكثرة المعمرين فيها. وسنقدم لك هنا سر طول أعمارهم، ونصائح شاملة لإطالة العمر، وسنحذرك من عادة سيئة جدا قد تقصر عمرك.

وبحسب ما نقله موقع دويتشه فيلله عن مجلة شتيرن الألمانية، فإن سكان هذه المنطقة ينتمون إلى منطقة تسمى المنطقة الزرقاء (Blue Zone)، وهي عبارة مستحدثة صيغت حديثا بغرض تحديد المناطق القليلة في العالم التي تتميز بعمر ساكنها الطويل مقارنة بمتوسط الأعمار في بقية مناطق العالم.

وقد صاغ المصطلح لأول مرة الأكاديمي الإيطالي جياني بيس والديمغرافي البلجيكي ميشيل بولان على خلفية اكتشافهما في سنة 2000 في مقاطعة نورو (سردينيا) أعلى تركيز للأشخاص المعمرين في العالم منتشرين في العديد من القرى الجبلية التابعة لهذه المقاطعة. بعد تحديدهما منطقة تجمع هذه القرى، ميّزاها على الخريطة باستعمال الحبر الأزرق، وأطلقا عليها اسم "المنطقة الزرقاء".

المنطقة الزرقاء

في عام 2005 ربط الصحفي الأميركي دان بويتنر للمرة الأولى سكان جزيرة إيكاريا اليونانية بمصطلح المنطقة الزرقاء في تقرير لمجلة ناشيونال جيوغرافيك. بويتنر تحدث عن الحياة الطويلة التي يعيشها السكان هناك، وكثرة المعمرين في تلك المنطقة.  ومن ثم توالت الدراسات حول نمط معيشة سكانها، وطبيعة طعامهم في محاولة لمعرفة سر الحياة الطويلة لمعمري تلك المنطقة.

اعلان

وكانت دراسة نشرتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك قد تحدثت عن أن الجزيرة تحتوي على أكبر نسبة من المعمرين الذين تبلغ أعمارهم 90 عاما، وبيّنت الدراسة أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص من السكان هناك بلغ هذا العمر.

وحاليا توجد خمس مناطق زرقاء مصنفة على مستوى العالم، وهي جزيرة سردينيا الإيطالية وخاصة قرية "سويلو" (Seuolo)، وجزيرة أوكيناوا في اليابان، وشبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا، ومدينة لوما ليندا في كاليفورنيا في الولايات المتحدة، وجزيرة إيكاريا اليونانية.

وتشترك هذه المناطق الزرقاء في نمط حياة يكاد يكون متشابها. فالأسرة هناك تلعب دورا محوريا وهاما في حياة السكان، كما أن التنقل والحركة هو عامل أساسي في عملية إطالة أعمار ساكنة هذه المناطق، حيث يبقون نشطين بشكل مستمر وبطرق أكثر طبيعية، على غرار ممارسة البستنة والرعي والمشي وقيادة الدراجات.

نمط غذائي خاص

بيد أن الباحثين والخبراء ركزوا أيضا على النمط الغذائي في هذه المناطق، حيث كانت قائمة الطعام نباتية بالغالب، مع الاقتصار على تناول السمك واللحوم في الأعياد والمناسبات الخاصة وفي فترات متباعدة. لقد ساعد رخص ثمن البقوليات والحبوب وتوفر الوجبات الغذائية النباتية على استهلاك السكان لها بشكل كبير، بل تفننوا، بحسب المجلة الألمانية، في إعداد وصفات طعام مختلفة لمكونات بسيطة لكي توفر التغيير المطلوب لسكان المنطقة.

كما أن نسبة السمنة بين السكان تكاد تكون منعدمة، وهو ما قد يكون جذابا لمن يريد تخفيف وزنه أو البحث عن نمط غذائي صحي في تقليد حياة هؤلاء السكان من أجل التمتع بصحة أفضل وحياة أطول.

نصائح لحياة صحية

وتلعب عوامل عديدة دورا في تحديد متوسط العمر المتوقع، منها الجينات والعوامل البيئية مثل النظام الغذائي ونمط الحياة.

ونقدم لك هنا عادات يمكنك التحكم فيها وتبقى تحت سيطرتك، وتساعدك في أن تحيا حياة صحية:

عدم الإفراط في الأكل، إذ تشير دراسات أجريت على الحيوانات أن تقليل 10% إلى 50% في مأخوذ السعرات الحرارية الطبيعي قد يزيد العمر.

كما يلاحظ وجود علاقة بين طول العمر واحتمال أقل للمرض مع انخفاض المأخوذ من السعرات الحرارية. أيضا قد يساعد تقليل السعرات الحرارية في تخفيف الوزن الزائد والدهون في البطن (الكرش)، وكلاهما مرتبط بعمر أقصر.

تناول المزيد من المكسرات، فهي غنية بالبروتين والألياف ومضادات الأكسدة والمركبات النباتية المفيدة والعديد من الفيتامينات والمعادن. وتظهر العديد من الدراسات أن المكسرات لها تأثيرات وقائية ضد أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والالتهاب والسكري.

تناول الأطعمة النباتية الصحية، مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبقول، قد يقلل من خطر الإصابة بالمرض ويزيد فرصة العيش أطول. وتربط العديد من الدراسات بين النظام الغذائي الغني بالأغذية النباتية وانخفاض خطر الوفاة المبكرة وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب.

كن نشيطا، فالحفاظ على النشاط البدني يساعد في الحفاظ على صحتك، وقد يضيف سنوات إلى عمرك.

لا تدخن، فجميعنا نعرف أن التدخين مسبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين، ويلعب دورا في الإصابة ببعض أنواع السرطانات.

تجنب الإجهاد والقلق المزمن، فمثلا تفيد تقارير بأن النساء اللواتي يعانين يزيد احتمال موتهن بسبب أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو سرطان الرئة مرتين. أيضا فإن خطر الوفاة المبكرة أعلى بما يصل إلى ثلاث مرات لدى الرجال الذي يعانون من التوتر مقارنة بنظرائهم الأكثر استرخاء.

شرب الشاي، فمثلا فقد تقلل المواد في الشاي الأخضر من خطر الإصابة بالسرطان والسكري وأمراض القلب. كما يخفض شرب الشاي خطر الوفاة المبكرة.

شرب القهوة، فهي ترتبط بخفض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان ومرض ألزهايمر والباركنسون، وأيضا تقليل خطر الوفاة المبكرة.

الحصول على قسط كاف من النوم، فالنوم لمدة أقل من 5 ساعات يوميا مرتبط بزيادة خطر الموت المبكر، في حين أن النوم أكثر من 8-9 ساعات يمكن أن يقلل أيضا من متوسط العمر.

ابتعد عن التلفزيون تعش أطول

هذه النصيحة سنتحدث فيها بإسهاب، بعد أن توصلت دراسة حديثة صادرة عن جامعة غلاسغو إلى أن مشاهدة التلفاز يوميا من دون حدود تتسبب في تقصير سنوات العمر. ونقل الدراسة موقع دويتشه فيلله.

وكانت الدراسة، التي نشرت في دورية مايو كلينيك بروسيدنغ (Mayo Clinic Proceedings) العلمية، راقبت العادات اليومية لحوالي نصف مليون مشترك في الدراسة تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما على مدار 12 عاما (من عام 2006 وحتى عام 2018).

وتضمنت الدراسة أيضا الوقت الذي يقضيه الأشخاص في مشاهدة الأفلام والمسلسلات عبر منصات البث الحي على هواتفهم المحمولة.

ووجدت أن المشاركين الذين يشاهدون التلفاز لمدة ساعتين أو أقل يوميا كانوا الأقل إصابة بالأمراض المرتبطة بمشاهدة التلفزيون، مثل أمراض القلب والسرطان.

وبحسب العلماء، لو كان جميع المشاركين التزموا بحد أقصى ساعتين في اليوم لمشاهدة التلفزيون، كانت حالات الوفاة بسبب الإصابة بأمراض القلب ستقل بنسبة 7.79%، في حين كانت حالات الوفاة بشكل عام ستتراجع بنسبة 5.62%.

ما التأثير السلبي؟

والسبب الأساسي في التأثير السلبي للتلفزيون على الصحة راجع للجلوس لأوقات طويلة أمامه، إذ يتسبب الجلوس لساعات طويلة في استهلاك كميات قليلة من الطاقة، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وما يرتبط بها من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

أما في حالة تقليص مدة مشاهدة التلفزيون يوميا إلى ساعتين واستغلال الوقت المتبقي في القيام بنشاط بدني، كما توصي الدراسة، فإن خطر الإصابة بهذه الأمراض يقل.

كما أن الجلوس أمام التلفزيون يصاحبه عادة تناول أطعمة غير صحية مثل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وهو السلوك الذي يؤدي أيضا إلى زيادة الوزن والإصابة بالأمراض.

وكالات