جرح آخر في بيروت، أحدث كارثة لها تداعياتها الاجتماعية والسياسية على لبنان وعلى المنطقة ككل، فالذي جرى على أرض لبنان من تفجير مرعب قد يقع في أي مكان آخر في المنطقة التي تحتشد فيها الأسلحة والمتفجرات والقنابل السامة، وهذه رسالة إلى الشعوب العربية التي استسلمت بمصيرها ومستقبل أبنائها إلى قيادات قد لا تكون على مستوى التحديات، وما يحاك ضد الشعوب العربية من مؤامرات ودسائس.
ما تعرضت له بيروت العربية من تفجير إرهابي قد يشير إلى الفساد والإهمال وعدم المتابعة، وذلك لا يعني تجاهل دور إسرائيل في تغذية الفساد في البلاد العربية، ودورها في توظيف العملاء لتفجيرات سبقت تفجير بيروت، ووصلت إلى أماكن أخرى بعيداً عن بيروت.
وحتى الآن لا يوجد أي دليل مادي يتهم دولة الصهاينة بالوقوف وراء التفجير، ولكن القرائن تؤكد أن صاحب المصلحة من تفجير مرفأ بيروت هم الصهاينة، الذين أشاروا إلى المكان بالاسم أكثر من مرة، واتهموا المرفأ باستقبال شحنات الأسلحة المرسلة لحزب الله، والمنتفع الأول من تفجير بيروت هم الصهاينة الذين يرعبهم استقرار الدول العربية، وهذا أولاً.
ثانياً: جاء هذا التفجير قبل يومين من الإعلان عن نتائج التحقيق بمقتل الحريري، والربط بين الحدثين يهدف إلى إثارة اللبنانيين ضد المقاومة، وتفجير الصراعات الداخلية.
ثالثاً: جاء التفجير بعد استكمال الحشود الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، وبعد اكتمال الاستعدادات التي توحي بأن حدثاً كبيراً سيقع، وسيؤثر على الهدوء السائد.
رابعاً: معرفة الموساد الإسرائيلي المسبقة بوجود المادة المتفجرة في مرفأ بيروت، وسكوته عنها سنوات، وهو الجهاز الذي يطارد كل قذيفة تأتي إلى حزب الله، وقد أسهم في تفجير شحنات أسلحة قادمة إلى المقاومة اللبنانية بمجرد اقترابها من الحدود السورية والعراقية!
لقد ارتفعت ميزانية "الموساد" في السنوات الأخيرة من 440 مليون دولار إلى 762 مليون دولار أمريكي، وفي ذلك تأكيد على حجم النشاط الخارجي الذي يقوم به هذا الجهاز.
خامساً: يؤكد الخبراء أن النترات مادة لا تنفجر الا اذا تعرضت لشحنات عالية بعد المعالجة.
سادساً: الذي يحاصر لبنان، وشرع في تجويع شعبه ومعاقبته هو الذي يقف خلف التفجير.
وحتى الآن لم توجه أي جهة لبنانية أو عربية أصابع الاتهام إلى إسرائيل، ولكن الحقيقة التي لا تغفل عنها العقول تقول: لا مصلحة لأحد على وجه الأرض في تدمير بيروت إلا إسرائيل، ولا مستفيداً من إشغال بال اللبنانيين إلا إسرائيل، ولا عدواً حقيقياً لبلاد العرب غير هذه الدولة المارقة، وإذا كان عصياً على الشعب اللبناني تحديد المجرم في هذه المرحلة، فالأيام كشافة، وستفضح التحقيقات لاحقاً دور الموساد الإسرائيلي في هذه العملية الإرهابية التي تكالبت مع حصار لبنان وتدمير اقتصاده، وتزامنت مع الحشود الإسرائيلية.
ملحوظة: من غزة إلى بيروت ، التفاتة ذكية ورائعة من بلدية خان يونس تجاه أهلنا في بيروت، فغزة لا تمتلك إلا دماء أبنائها، وقد جادوا بها إلى إخوانهم في بيروت.