قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن "اتفاق إسرائيل مع الإمارات رافقه تخوف الأخيرة كجيرانها، من انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، ولذلك حرصوا على إيجاد حليف جديد ممثلا بإسرائيل".
وأضاف رون بن يشاي في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ولذلك فإن الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات "يعد حدثا تاريخيا لتحسين الوضع الاستراتيجي والدولي لإسرائيل بشكل كبير، ويفتح إمكانيات واعدة جدا في المجال الاقتصادي والعلمي، ويعطي شرعية إقليمية وعربية إسلامية لوجود دولة يهودية في قلب الشرق الأوسط المسلم".
وقال إن "الاتفاق عند مناقشته سيكون له خصمان بارزان يحاولان تحديه بأي طريقة ممكنة، بما فيه استخدام العنف والإنترنت، أكبر خصم هو إيران، التي تعتبر العلاقات مع الإمارات حيوية، وتحتاج لخدمات الوساطة من التجار ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين لاستيراد وتصدير السلع، وغسل الأرباح القليلة التي تمكنت من جمعها مقابل نفطها".
وأوضح بن يشاي، وثيق الصلة بكبار قادة جيش الاحتلال والمنظومة الأمنية والعسكرية، وغطى الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية، أنه "من خلال أبو ظبي، تعتبر معظم تجارة النفط الإيرانية السرية والمقايضة ضرورية لاقتصادها هذه الأيام، رغم أن الوجود الشرعي للإسرائيليين في الإمارات، بما فيها شركات إعادة التأهيل المشتركة ذات التقنية العالية، يسهل على إسرائيل في مختلف الجوانب الاستراتيجية المهمة".
وأشار إلى أن "المعارضين الآخرين هم الفلسطينيون الذين سيبذلون قصارى جهدهم لمنع دولة أخرى من الانضمام، مع أن الإمارات تمتلك أقوى قوة عسكرية وأكثرها فاعلية في منطقة الخليج العربي بجانب جيوش إيران والولايات المتحدة، وستستفيد هذه القوة من التعاون مع إسرائيل".
وأكد أن "الشيء الرئيسي في الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي هو الجانب الاقتصادي، فبالنسبة للتعاون والتجارة مع إسرائيل، فإن الإمارات لديها القدرة على تحقيق المبدأ النسبي الذي يتمتع به كل منهما، فالمال وريادة الأعمال الخليجية من الإمارات، والإبداع والقدرات التكنولوجية من إسرائيل، وهكذا تستفيد جميع دول المنطقة، مع أن الإمارات اعترفت بأنها قد تستفيد من اتفاق سلام مع إسرائيل أكثر مما تخسر منه".
وأوضح أنه "رغم أن الولايات المتحدة وترامب وصهره كوشنر شركاء مهمون في الاتفاق، فمن المستحيل تجاهل حقيقة أن ضعفهم أدى له، لأن جميع دول الخليج العربي تخشى إيران ونواياها لكسر هيمنتها في المنطقة، وجميعهم قلقون من حقيقة أن الولايات المتحدة تسعى لتقليص وجودها العسكري وانخراطها في المنطقة للتركيز فقط على الضغط الاقتصادي على إيران، ولذلك تم استدعاء إسرائيل".
وأشار إلى أن "إسرائيل بصفتها قوة إقليمية مهمة، فإنها تعتبر إيران عدوها الأول، وأن تصبح حليفة للإمارات يمكنها مساعدة دول مثل البحرين والإمارات بشكل فعال للدفاع ضد المضايقات والاستفزازات الإيرانية، لا يعني ذلك أن إسرائيل سترسل لواء غولاني أو أسطول الصواريخ البحرية لحماية موانئ الإمارات، لكن بإمكانها توفير التكنولوجيا والأنظمة العسكرية لتحييد الميزة العسكرية الإيرانية الواضحة التي تهدد الجيران العرب بالخليج".
وزعم قائلا إنه "إذا تحققت بالفعل الآمال المزروعة في الإمارات من أجل السلام مع إسرائيل، بما فيها المجال الديني، حين تسمح لحجاج الخليج بزيارة الحرم القدسي، فمن المحتمل أن الدول العربية الأخرى ستتبع الإمارات، كالبحرين والسودان، وحتى السعودية، ورغم أنه سيكون هناك اتفاق سلام كامل، إلا أنه سيعمل على تطبيع علاقات البلدين، والسماح لهما بمحاربة التهديد النووي الإيراني بشكل مشترك".
وأكد أنه "لكل هذه الأسباب، فإن رئيس الوزراء نتنياهو نجح بإصابة عصفورين مهمين بحجر واحد: حقق سلاما مع دولة عربية مهمة، وتمكن من إخراج نفسه من شجرة الضم التي تسلقها دون أن يكون لديه القدرة ودون رغبة حقيقية في الوفاء بوعده، ويجب أن يشكر بيني غانتس وغابي أشكنازي، اللذين شكلا تحالفا عاقلا مع كوشنر، وأوقفا سباق الضم الذي بدأه نتنياهو، ومنحاه فرصة لإعادة التفكير، والحصول على مكافأة لطيفة في وقت مثالي له".
وختم بالقول بأن "مجرد التوصل لاتفاق مع الإمارات، لا يقلل من احتمالية أن نذهب لانتخابات مبكرة، لكنه يقلل من فرص حدوث ذلك في المستقبل القريب، لأن نتنياهو سيرغب بإعطاء اليمين والمستوطنين انطباعا أسهل قليلا عن رفض الضم، وعلى أي حال، فإن السياسة الداخلية الإسرائيلية تتضاءل أمام الإنجاز التاريخي الذي تعترف فيه دولة ثالثة عربية وإسلامية بها، وترغب بتطبيع العلاقات معها".