23.62°القدس
23.13°رام الله
22.75°الخليل
26.13°غزة
23.62° القدس
رام الله23.13°
الخليل22.75°
غزة26.13°
الأربعاء 24 ابريل 2024
4.67جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.78
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

الجامعة العربية تمرض بمرض الأنظمة!

ما أصاب الأنظمة العربية من أمراض هذا العصر الرديء، أصاب الجامعة العربية مثلها، أو أزيد منها. التطبيع مع العدو المحتل للأراضي العربية مرض، وهو لا يدلّ على عافية. الدولة العربية التي تتمتع بعافية هي الدولة التي تضع الأمور في نصابها، بلا زيادة ولا نقصان. فالعدو هو العدو، والاحتلال الصهيوني هو احتلال، والمحتل عدو ومعتدٍ حتى يُزيل احتلاله. ولا يجدر بقائد عربي تحت أي ظرف أن يهدي الاحتلال اعترافا باحتلاله للقدس والأراضي العربية. القائد الذي يتطوع بتقديم هدايا للمحتل يشجعه على استبقاء احتلاله، بل والتمادي في ادعاء أن الضفة والقدس أرض إسرائيلية محررة!

 

جامعة الدول العربية هي انعكاس للأنظمة العربية. حين تكون الأنظمة بعافية تكون الجامعة بعافية، والعكس صحيح. حين كانت الروح القومية سيدة في ستينيات القرن وسبعينياته، كانت الجامعة العربية تمثل ذروة الروح القومية، وكانت القضية الفلسطينية ذروة سنام القضايا العربية القومية التي تناقشها الجامعة العربية. وحين انزلقت الدول العربية نحو الاعتراف (بإسرائيل)، والتطبيع معها، انزلقت معها الجامعة العربية، فتخلصت من الروح القومية الجامعة، واعتنقت التساهل في الاعتراف والتطبيع.

 

عندما فاجأت الإمارات العرب بالاعتراف والتطبيع العلني، والعزم على توقيع اتفاقية سلام مقابل سلام، غضب محمود عباس وعريقات، وطلبا من الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لمناقشة مخالفة الإمارات للإجماع العربي الذي مثلته المبادرة العربية للسلام، وطلب عريقات من الأمين العام، أبو الغيط، أن يشجب الاتفاق الإماراتي، أو يستقيل من منصبه. الأمين العام للجامعة، أبو الغيط، لم يشجب الاتفاق، ولم يستقل، ولم يطلب أعضاء الجامعة لحضور اجتماع طارئ، وأبلغ فلسطين والأنظمة العربية أن الجامعة ستعقد اجتماعا عاديا في سبتمبر القادم، وكان هذا ردا غير مباشر برفض طلب فلسطين بعقد اجتماع طارئ!

 

ليس لمحمود عباس خيار سوى الرضوخ لقرار الأمين العام، الذي أهمل الطلب الفلسطيني، وفي ظني أن موقف أبو الغيط هو موقف طبيعي يتسق مع حالة الأنظمة العربية، التي أصابها مرض الاعتراف والتطبيع، ولو كان النظام العربي بعافية، لكانت الجامعة بعافية، وعندها لن يكون أبو الغيط أمينا لجامعة الدول العربية. فنحن ما زلنا نذكر كلماته بتكسير عظام الفلسطيني الغزي إذا ما دخل سيناء. كان ذلك في عهد مبارك.

 

الجامعة العربية في النهاية ليست فردا، وإن كان الفرد القائد يمكن أن يهب لها روحا وثابة، ولكن الجامعة سياسات، وانعكاس مباشر لسياسات الأعضاء، وخاصة الكبار والممولين. ومحال أن تخرج الجامعة العربية بإدانة للإمارات، أو حتى بإدانة مشروع التطبيع، وقصارى ما ستخرج به في الاجتماع العادي في سبتمبر هو التوصية بالتمسك بالمبادرة العربية للسلام، وإلى أن تعقد الجامعة اجتماعها يكون الغضب الفلسطيني قد فتر وتراجع، وتكون نار الاتفاق قد خمدت، وانشغلت البلاد بأشياء جديدة.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن