16.41°القدس
16.13°رام الله
15.53°الخليل
20.86°غزة
16.41° القدس
رام الله16.13°
الخليل15.53°
غزة20.86°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

الأمير الكبير يترجل

صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الكبير في ذمة الله. الأمير الكبير على مستوى العالم العربي كان وفيًّا للقضية الفلسطينية، كوفائه للكويت وشعبها. كان الفقيد حكيما في قيادته وفي مواقفه العربية القومية، في زمن قلَّ فيه القادة الحكماء. إذا ذكرت الديمقراطية الكويتية ذكر صباح الأحمد راعيا لها وحاميا لدستورها. الكويت هي واحة الديمقراطية في منطقة الجزيرة العربية.  الديمقراطيات العربية تتصاغر أمام ديمقراطية الكويت الحقيقية.

لقد تتلمذنا في شبابنا على مجلة المجتمع، ومجلة السياسة الكويتيتين، وأصبنا ثقافة متنوعة من مجلتي الوعي الإسلامي، والعربي، الكويتيتين. وما زلت أحتفظ بأعداد منهما. الكويت العربي استضاف آلاف الفلسطينيين من لاجئين وموظفين، ولم يضطرب وجودهم إلا في زمن غزو العراق للكويت. في الكويت العربي انطلقت بدايات الثورة الفلسطينية لحركة فتح، وكذا لحركة حماس، حيث ترأس مكتبها السياسي لعقد من الزمن خالد مشعل عضو مجلس الطلاب في الجامعة الكويتية.

الكويت العربي قدم مساعدات جيدة لفلسطين، ولكثير من الشعوب العربية، كالسودان واليمن وغيرهما. وما زال الكويت يمد يده بالمساعدة للشعوب الفقيرة. نعم، زرت الكويت برفقة إسماعيل هنية عندما كان رئيسا للوزراء، والتقينا الأمير صباح الأحمد فوجدناه رجلا طيبا متواضعا، مسكونا بحب فلسطين والأقصى، ولكنه كان يتألم للوضع العربي، ومن كلماته لنا: حماس تريد تحرير فلسطين، ولكن الوضع العربي لا يسمح، ولا يساعد، الله يقف معكم.

الكويت الذي يرى في أميركا صديقا ساعدها على إخراج القوات العراقية من الكويت، لم يخضع لضغوط ترامب بتأييد صفقة القرن، ومن ثم تطبيع العلاقات مع (إسرائيل). الكويت قال: موقنا هو التمسك بالمبادرة العربية، ولم تدخل الكويت في لعبة المصالح والمزايدات. والشيء بالشيء يذكر كانت مواقف الأمير الراحل من حصار قطر مواقف مسئولة رغم الضغوط القادمة إليه من دول الجوار. الأمير الكبير قاد مسار مصالحة طويل بين دول مجلس التعاون فنجح حيث تعاون معه الآخرون، وفشل حين انتصر بعض الأمراء كل لنفسه. ومع ذلك لم يشارك الأمير في حصار قطر.

خلاصة القول: السياسة الكويتية في عهده كانت عربية قومية، كما كانت كويتية قطرية، وكانت فلسطينية عربية، كما كانت عربية جامعة. لذا نعت فلسطين الراحل للأمتين العربية والإسلامية، وكان تنكيس العلم الفلسطيني واجبا وردا للواجب، لدولة وشعب عرف واجب القدس وفلسطين. ونتمنى أن يسير الأمير الجديد على طريق حب فلسطين والأقصى. رحم الله الراحل، وأعان القادم على طاعته.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن