قال صحفي وكاتب إسرائيلي؛ إن السودان، يشهد نقاشا ساخنا هذه الأيام، حول إعلان التطبيع مع "إسرائيل"، مع توفر فرصة جيدة أن يكون ذلك الطريق على مراحل، وليس في ضربة واحدة.
وأوضح أنه "طالما أننا لا نحث إدارة ترامب على زيادة الضغط على السلطات في الخرطوم، من أجل أن تحظى بإجماع واسع بين الفاعلين السياسيين في السودان، بدلا من إحداث صدمة في بلد مليء بالكوارث والصراعات".
وأضاف إيهود يعاري بمقاله على موقع القناة 12، أن "من يقود التوجه نحو إسرائيل بوتيرة مذهلة هو "حميدتي"، ابن 45 عاما، وهو نائب رئيس "مجلس السيادة"، المسؤول عن اتفاقيات السلام التاريخية التي تم توقيعها للتو مع بعض التنظيمات المتمردة في البلاد، وقائد "جيش العون" خارج الجيش النظامي، وتتهمه منظمات مختلفة ولاجئو دارفور بالمسؤولية عن المجازر، والتطهير العرقي والإذن بالاغتصاب والاختطاف".
وأوضح يعاري، محرر الشؤون الفلسطينية والعربية، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن "حميدتي أعلن في عدة خطابات، وأمام احتجاج الجمهور: "لست خائفا من أحد، دعمنا للقضية الفلسطينية يجب ألا يتركنا تحت الحصار، نحن بحاجة لعلاقات مع إسرائيل، وليس التطبيع بالضرورة، نتجه نحوها، ولدينا الكثير لنكسبه، في الزراعة وباقي المجالات، العالم كله يأتي إليهم، لدينا فرصة".
وأشار يعاري، وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، إلى أن "أحزابا سودانية صغيرة انحازت إلى حميدتي، مع قيادة الجيش، حتى إن جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية تأسست، وانضم إليها الآلاف في أسبوع واحد، ويحتدم النقاش في محطات التلفزيون والصحافة المحلية، فيما يقف على رأس مقاومة أي تقارب مع إسرائيل الأحزاب الشيوعية، والبعث، والأمة بزعامة العجوز صادق المهدي، وقد بنى قبل عقود أول اتصالات مع إسرائيل".
وأكد أن "عبد الله حمدوك رئيس الوزراء المدني المشكل بموجب اتفاقية شراكة مع الجيش بعد الثورة، يؤيد التقدم نحو إسرائيل، ولكن بصمت، ما دامت الأمور تسير خطوة بخطوة، وليس دفعة واحدة، لا يريد هزة، ويجد في العديد من المجالات لغة مشتركة مع "حميدتي"، وكلاهما يريدان شطب اسم السودان من قائمة الدول المؤيدة للإرهاب، لتشجيع الاستثمار، والفوز بإعفاء الديون، وتلقي المليارات من المساعدات الأمريكية".
وأضاف أن "حمدوك أعلن أن الحكومة الانتقالية لا تملك سلطة الاعتراف بإسرائيل، فرد عليه الجنرال عبد الفتاح برهان رئيس المجلس السيادي، الذي التقى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في أوغندا مطلع 2020، بأن الوقت يجب ألا يضيع، فالسودان يئن من شح وفيضانات النيل، تسببت بدمار لا يذكر مثله، ويمارس الأمريكيون ضغوطا شديدة لجلب السودانيين لحفل التوقيع بحديقة البيت الأبيض خلال 3 أسابيع".
وزعم أنه "يجدر بنا أن نتذكر أن العلاقات الإسرائيلية السرية مع السودان مستمرة، ولكن بشكل متقطع، ومنذ عقود، فقد تمكنت من حضور مصافحة رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيغن للرئيس السوداني الأسبق الجنرال جعفر نميري، خلال جنازة السادات في القاهرة عام 1981، وفي 2008 و 2014 استخدمت إسرائيل القوة عدة مرات ضد السودان، بقصف شحنات أسلحة من إيران في طريقها لحماس".
وأضاف: "بما أن احتمالات السلام الإسرائيلي الدافئ مع السودان أمر خطير، لأنه يتمتع بإمكانيات هائلة غير محققة، حتى الآن، ولهذا السبب بالتحديد يجب وضع سلسلة خطوات معهم، بدلا من المخاطرة بتأرجح كامل يمكن أن يعقد، ومن الأفضل التحضير مقدما لحزمة التعاون: من الارتقاء بالزراعة، مرورا بالصناعات، وصولا إلى التنسيق فيما يتعلق بالطيران والإبحار في البحر الأحمر".
وختم بالقول بأن "الجميع في السودان يعلم جيدا أن إسرائيل على مدى عقود ساعدت المتمردين في جنوب البلاد، حتى حصلوا على الاستقلال، واليوم جنوب السودان ليس مصدر فخر بأي شكل من الأشكال، لأنه لم تتحقق توقعاتهم من إسرائيل، وليس لديها ما تعجب به في الطريقة التي أداروا بها البلد الجديد، مع العلم أن حميدتي لديه علاقة ودية مع رئيس جنوب السودان، سلفاكير، وقد سمع منه الكثير عن زياراته لإسرائيل".