عقبت حركة "حماس" على الذكرى التاسعة لصفقة الأحرار والذي يصادف ذكراها اليوم الأحد .
وأضافت الحركة في بيان صحفي "لن يكون تاريخ الثامن عشر من شهر أكتوبر للعام 2011 كأي تاريخ، بل كان وسيظل معلمًا عظيمًا ومحطةً فارقةً في مسيرة المقاومة الفلسطينية، محطة تبعث على الفخر والاعتزاز الوطني بمقاومة فلسطينية باسلة، نضجت وتطورت وأبدعت حتى لم يعد بمقدور العدو وصفها بمقاومة الهواة والمندفعين كما كان يحلو له".
وأشارت إلى أن "صفقة التبادل وفاء الأحرار مثلت فيضًا من انتصارات في مجال حرب العقول والإرادات والصبر وقوة الجبهة الداخلية والتماسك، وكذلك انتصارات في ميدان المواجهة".
وأكدت أن "وفاء الأحرار مثلت بوابة العبور نحو الحرية لأكثر من 1400 أسير وأسيرة، وسعادة لقلوب ذويهم، وفرحة عمت ربوع فلسطين بل والعالم كله".
وقالت "لقد سجلت المقاومة نصرًا كبيرًا في المواجهة الأمنية وصراع الأدمغة منذ أسر الجندي جلعاد شاليط، والاحتفاظ به لأكثر من خمس سنوات في بيئة أمنية معقدة، تحت سماء ملبدة بالطائرات والمناطيد والمجسات، مرورًا بمفاوضات أبلت فيها المقاومة بلاء حسنًا ،أكدت أنها مدرسة تنجز ويُتعلم منها، وصولًا لتفاصيل عملية التسليم، وهو ما أربك منظومة الأجهزة الأمنية الصهيونية".
وأضافت بأن هذه الصفقة أثبتت قدرة المقاومة على انتزاع حقوق شعبنا وحريته، وإجبار الاحتلال على الانصياع لإرادة المقاومة، وتخطي الاحتلال ما أسماه خطوطًا حمراء كان قد رسمها لنفسه.
وحيّت الحركة من كانوا صنّاع ملحمة الشرف هذه، وعلى رأسهم القائد الشهيد أحمد الجعبري، وكل الشهداء الذين قضوا في هذه العملية وبعدها، ووحدة الظل القسامية التي أدت الأمانة على أكمل وجه حتى تحقق الوعد.
كما حيّت أبطالنا الأسرى العظماء الذين عضوا على الجرح، وصمدوا كما الأسود في أقبية السجن، ونجدد لهم العهد والوعد بأن حريتهم هي أعظم الأمانات وأسماها، ولن يهدأ للمقاومة بال حتى تتحقق حريتهم جميعًا.
وحذرت العدو من سياساته العنصرية تجاههم، ومن المس بحقوقهم المشروعة داخل المعتقلات.
وأضافت بأن المقاومة هي الخيار، وستبقى عند حسن ظن شعبها الذي يلتف حولها ويدعمها بكل ما يملك، تدافع عن كرامته، وتحرس حقة في التحرير والعودة والحرية والحياة والاستقلال.
وأوضحت الحركة بأن "مسار المصالحة ووحدة الكلمة هو ركن أساس في سبيل تحقيق مقاومة فاعلة ومؤثرة، وسيظل خيارًا استراتيجيًا لن نتراجع عنه، حيث مثلت وثيقة الأسرى أساسًا متينًا لوثيقة الوفاق الوطني كقاسم مشترك ومرجعية متفق عليها من كل الفصائل الفلسطينية".
كما دعت الحركة جماهير شعبنا الفلسطيني إلى مواصلة تضامنهم مع الأسرى ودعم صمودهم، مطالبة المنظمات الحقوقية والإنسانية وأحرار العالم إلى فضح انتهاكات الاحتلال وجرائمه ضد الأسرى في سجونه وإمعانه في التضييق على الأشبال والأسيرات والنواب والمرضى، واستمرار سياسة التمديد الإداري، وإلى الضغط عليه للإفراج الفوري عنهم، ولا سيما الأسير البطل ماهر الاخرس وكل زملائه المضربين عن الطعام.
وأضافت "ستبقى صفحة صفقة وفاء الأحرار مضيئة وملهمةً لنا حتى تحقيق الوعد والعهد بحرية الأسرى الأبطال جميعًا".