أثارت السلطات السعودية جدلا بعد نشر وزارة خارجية المملكة برقيتين من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وذلك “للاطمئنان على صحته إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد”، كما جاء في البرقيتين، مما اعتبر تأكيدا لإصابة الرئيس الجزائري بفيروس كورونا، فيما السلطات الجزائرية تجنبت في بياناتها الإشارة لطبيعة مرض تبون.
وكانت الرئاسة الجزائرية قالت، أول أمس الخميس، إن الوضع الصحي للرئيس عبد المجيد تبون مستقر وإنه “لا يوجد ما يدعو للقلق” وذلك بعد يوم من “نقله إلى ألمانيا لإجراء فحوص طبية معمقة”.
وذكرت الرئاسة في بيان أن “فريقه الطبي متفائل إزاء نتائج الفحوص”.
الملك سلمان يبعث برقية للرئيس الجزائري للاطمئنان على صحته إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد pic.twitter.com/gbUQPNAchm
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) October 30, 2020
وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان الأربعاء أنّ الرئيس عبد المجيد تبون نقل إلى ألمانيا لإجراء “فحوص طبية معمقة” بعد أيام من الاشتباه بإصابات بكوفيد-19 في محيطه.
وأوضح البيان أنّ تبون (75 عاما) نقل إلى الخارج “بناء على توصية الفريق الطبي”. وكانت الرئاسة أعلنت مساء الثلاثاء أنّ الرئيس الجزائري الذي بدأ حجراً صحياً السبت، نقل إلى مستشفى عسكري في العاصمة الجزائر “مع الإشارة إلى أن حالته الصحية (…) لا تستدعي أي قلق”.
ولي العهد يبعث برقية للرئيس الجزائري للاطمئنان على صحته إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد pic.twitter.com/xcLBbtpaiB
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) October 30, 2020
ونقل التلفزيون الرسمي البيان، وفيما لم تحدد الرئاسة الأسباب الدقيقة لدخوله المستشفى في الجزائر العاصمة أو أسباب نقله إلى ألمانيا، لكنها أعلنت السبت أن تبون وضع نفسه “طوعا” في العزل لمدة خمسة أيام بعد الإصابة المحتملة لعدد من كبار المسؤولين في الرئاسة والحكومة بفيروس كورونا المستجد.
وكشف مراسل قناة “الجزيرة” في ألمانيا، الجزائري عيسى طيبي، أن تبون متواجد في مستشفى عسكري في قاعدة عسكرية بمدينة “كولونيا”، وذكر من أمامها بعض تفاصيل نقل تبون أمس، وأن طائرتين وصلتا إلى مطار كولونيا ـ بون، الأولى تقل مسؤولين جزائريين، والثانية تقل الرئيس الجزائري.
وفي المقابل قال موقع “أفريكا أنتلجنس” إن “تبون وصل أمس إلى مطار كولون ـ بون حوالي 9 مساء، على متن طائرة طبية خاصة تابعة لشركة “آيرليك آير سبايس” الفرنسية الخاصة، وإن الطائرة تم استقدامها على استعجال من مدينة بوردو الفرنسية على الساعة 4 مساء، إلى مطار بوفاريك العسكري (قرب العاصمة) ومن هناك تم نقل الرئيس تبون إلى المطار الألماني”. وأشار إلى أن “الطائرة مجهزة بأجهزة طبية متقدمة خاصة أجهزة التنفس الاصطناعي الضرورية للمصابين بفيروس كورونا”. واعتبر الموقع أن “استعمال هذه الطائرة الفرنسية ليست إشارة جيدة”. ونوه إلى “أن الحكومة الجزائرية تمتلك عدة طائرات طبية”.
وتأتي هذه التطورات عشية الاستفتاء على تعديل الدستور، المقرر غدا الأحد، والذي طرحه الرئيس الجزائري لتأسيس “جمهورية جديدة”، كما قال.
وكان من المفترض أن يفتتح تبون مساء الأربعاء مصلى المسجد الكبير بالعاصمة، ثالث أكبر مسجد في العالم، عشية عيد المولد النبوي.
بعد عدة أسابيع من التراجع البطيء، تشهد الجزائر التي لا تزال حدودها مغلقة، تصاعدًا في الإصابات بكوفيد-19 منذ أسبوعين. وسجلت أكثر من 57 ألف إصابة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة منذ شباط/فبراير، بينها أكثر من 1940 وفاة.
وقد أعرب رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد الأحد عن أسفه لتهاون مواطنيه في الالتزام بإجراءات الوقاية من الوباء.
وفي المقابل وجهت انتقادات للسلطات بتكليف وزراء ومسؤولين وبالسماح للأحزاب والجمعيات الموالية لها بتنظيم تجمعات شعبية في قاعات مكتظة بدون احترام التباعد الاجتماعي مما يزيد مخاطر تفشي فيروس كورونا.