14.99°القدس
14.64°رام الله
13.86°الخليل
19.47°غزة
14.99° القدس
رام الله14.64°
الخليل13.86°
غزة19.47°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

تقدير إسرائيلي: اغتيال سياسي وشيك في ذكرى قتل رابين

قال كاتب إسرائيلي إنه "بعد 25 عاما من اغتيال رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين، انقسم المجتمع الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى، والتحريض الداخلي وصل آفاقا جديدة، لأن الزمن الذي تلى الاغتيال يعتبر من أكثر الأوقات دراماتيكية في تاريخ إسرائيل، وعندما نُقل رابين للمستشفى في حالة حرجة، تأمل الإسرائيليون في شيئين: أن يعيش رابين، وألا يكون مطلق النار يهوديًا، لكن كل الآمال تبددت".

وأضاف بن كاسبيت في مقاله على المونيتور، ترجمته "عربي21" أنه "عندما تم الإعلان عن اسم قاتل رابين، إيغال عامير، أرسل زعيم المعارضة آنذاك بنيامين نتنياهو مساعده المقرب، أفيغدور ليبرمان، إلى مقر الليكود في تل أبيب للتحقق من قوائم العضوية بحثًا عن أي علامات لانتماء "عامير" للحزب، وكانت الساعة التي استغرقها ليبرمان في مقر الليكود من أكثر الساعات توتراً في مسيرة نتنياهو السياسية".

وأشار كاسبيت المحلل السياسي، وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الأمني والسياسي أن "عامير كان قوميًا متطرفًا، وغُسل دماغه، واعتقد أن قتل رابين سيدفن عملية السلام مع الفلسطينيين، وينقذ إسرائيل من العواقب الكارثية التي ستلحق بها، واستمر في التمسك بهذا الاعتقاد وهو وراء القضبان، واعتبر بحق من أكثر القتلة السياسيين فاعلية في التاريخ الحديث".

وأوضح أنه "مع مقتل رابين وخسارة خليفته شمعون بيريز في الانتخابات بعد 6 أشهر لصالح نتنياهو، انهارت عملية أوسلو، وانحرفت إسرائيل نحو اليمين، وبقيت ربع قرن على هذا النحو".

وأكد أنه "مع احتفال إسرائيل بيوم ذكرى رابين هذه الأيام، لم يعد نتنياهو يهتم بأي ذريعة، وكما هو الحال دائما معه، فهو لم يعتذر قط عن التحريض اليميني من قبل الليكود والأحزاب الأخرى التي أدت لاغتيال رابين، على العكس من ذلك، فقد نفى أي تورط له، رغم تحذيره رسميًا من رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك كرمي غيلون من الاحتمالات العنيفة للتحريض من نشطاء الليكود ضد رئيس الوزراء".

ونقل عن مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية أن "هذه الأيام تذكرنا بما سبق مقتل رابين، فالكراهية والانقسام الذي نراه في الشوارع الإسرائيلية أخطر مما كان عليه في ذلك الوقت، وأجراس الإنذار تدق، وتحذر من اغتيال سياسي آخر، ونشطاء الليكود يتجولون بقمصان عليها عبارة "اليساريون خونة"، وغرد نجل رئيس الوزراء يائير باستمرار ضد المدعي العام، واتهمه بتشكيل تهديد وجودي على إسرائيل، ووصفه بأنه "سيئ مثل إيران".

وأشار أنه "عشية اغتيال رابين، انقسم الإسرائيليون بين يسار ويمين، بين مؤيدي رابين وعملية أوسلو التي قادها، وبين معارضيه الذين اعتبروا تسليم الأراضي للفلسطينيين خطيئة لا تغتفر ضد التوراة، كان الجو مشحونًا، والإسرائيليون تمزقوا بين القطبين، وبهذا المعنى، فإن المناخ الحالي أسوأ بكثير، لأن عملية التفكك الداخلي تتسارع بشكل كبير، ولم يعد الانقسام بين اليسار واليمين، بل بين من يحتقر نتنياهو، ومن يعشقونه".

وأوضح أن "نصف الإسرائيليين يقفون وراء نتنياهو، والنصف الآخر يرونه قوة مدمرة، وتهديد وجودي حقيقي لمستقبل إسرائيل، ولا أحد من الجانبين مستعد للتزحزح، لأن الجمع بين هذا التعنت والتحريض المرير من نتنياهو ورفاقه ضد سلطات القانون، الممزوج بالأزمة الاقتصادية العميقة، وحزم الاحتجاجات المستمرة في جميع أنحاء إسرائيل، يجعل الأمور كلها مهيأة للانفجار، ولم يعد المطلوب سوى شرارة لإشعال الحريق".

وأكد أن "عبء تفادي الانفجار الداخلي يقع على عاتق الشرطة، التي يعوقها النقص في الميزانيات والأفراد، أما نتنياهو، فعبر أحد أقرب حلفائه، وزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، يمنع تعيين مفوض للشرطة، مما يصعب على الضباط اتخاذ قرارات مستقلة، ويتم إرسال ضباط الشرطة كل ليلة لمنع المتظاهرين المناهضين لنتنياهو من استمرار الاحتجاج ضده".

وأضاف أن "الشعار المناهض لنتنياهو هو "اذهب"، ساهم بتأجيج الاحتجاجات في جميع أنحاء إسرائيل ، لأن معظم العنف الإسرائيلي ينبع من أتباع رئيس الوزراء، من خلال محاولات دهس المتظاهرين، وإطلاق الغاز المسيل للدموع، ورذاذ الفلفل، ورشق الحجارة، والاشتباكات بين الحين والآخر، ولذلك فإن الهواء مليء بأبخرة قابلة للاحتراق، فقط بانتظار شخص ما لرمي عود ثقاب".

 

وأكد أن "الأجواء الإسرائيلية تشهد باقتراب اغتيال سياسي آخر، صحيح أن المادة اللاصقة التي تربط "القبائل" المختلفة في المجتمع الإسرائيلي بأمة واحدة، لم تعد قائمة كما كانت من قبل، لكن هذا لا يعني أن الضرر لا رجوع فيه، نتنياهو نفسه محمي بشكل جيد من أجهزة الأمن، كدرس من اغتيال رابين، لكن الخطر الأكبر يكمن في المظاهرات والشوارع".

 

وختم بالقول أن "فرص محاولة استهداف أحد ما في إسرائيل باتت تتزايد، والمنحدر الذي تجد إسرائيل نفسها عليه أصبح منزلقًا أكثر من أي وقت مضى، والفرامل تتناقص، ولا يسع الإسرائيليون إلا أن يأملوا بأن يتقدم شخص بالغ مسؤول، يساعدهم على تخليص أنفسهم مرة أخرى من هذه الأزمة المستعصية".

 

عربي21