عبر خبراء كويتيون في مجال النفط عن تفاؤلهم بشأن تعافي أسعار النفط خلال الفترة المقبلة ،غير أنهم أكدوا أن تحسن أسواق النفط مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقرارات اجتماعات أوبك و"أوبك بلاس" المنتظرة نهاية الشهر الجاري.
وقال الخبير النفطي ورئيس شركة شرق للاستشارات البترولية الدكتور عبد السميع بهبهاني لوكالة أنباء (شينخوا) إن هناك نظرة تفاؤلية للوضع الاقتصادي تدعمها حركة الدولار ونشاط الاقتصاد الصيني، الذي عوّض حالة الانحدار في الانتاج المحلي، خاصة بعد أن عاد الطلب الصيني على النفط إلى مستواه السابق.
وتوقع بهبهاني تعافي النفط في الربع الأول من العام المقبل، ليصل إلى مستوى ما بين 55 و60 دولارا للبرميل، كما لفت إلى أن نجاح ترامب بولاية ثانية سيؤدي إلى تعديل مشابه لما حصل بعد المناوشات الاقتصادية التي أنتجت قانون التجارة العالمية خاصة بعد الضربة الموجهة التي عانى منها الاقتصاد العالمي بعد انتشار (كوفيد-19)، مشيرا إلى أن لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية دورا مهما في تحديد الأسعار رغم تعافي النفط الليبي.
من جهته أكد الخبير النفطي الكويتي محمد الشطي في ندوة نظمتها وزارة النفط الكويتية عبر تطبيق زووم أمس الثلاثاء، تحت عنوان "عوامل انخفاض أسعار النفط ومدى تعافي الطلب عليه" أن تحسن أسعار النفط في الأسواق العالمية مرتبط بعدة عوامل أبرزها تأجيل أوبك وأوبك بلاس قرار زيادة الانتاج، خلال اجتماعها السنوي المقرر نهاية نوفمبر الجاري، وذلك حتى الربع الثاني من 2021 حتى يتماشى مع الزيادة في انتاج ليبيا وتعافي الطلب على النفط.
واستبعد الشطي أن تتخذ أوبك أي قرار يضرّ بالسوق، مضيفا أن "أوضاع السوق ثابتة ومن الصعب التكهن بما سيحصل ولكن بصفة عامة أي زيادة في المعروض ستضغط على الأسعار، وأوبك جادة في مراقبة السوق والدليل الاجتماع الوزاري الشهري الذي تعقده لمتابعة السوق ، بالإضافة إلى نسب التزام أوبك بلاس بما تعهدت به من خفض للانتاج النفطي ،خلال الأشهر الماضية والتي فاقت 100 بالمائة".
وتوقع الشطي تحسّن أسعار النفط خلال الفترة المقبلة بسبب إعلان الصين زيادة وارداتها النفطية بالإضافة إلى انخفاض أسعار الدولار مقارنة باليورو، ما أشار إلى جملة عوامل من المتوقع أن تؤثر في الأسعار وأهمها التوصل إلى انتاج لقاح فعال لكورونا مما سيعجّل بفتح القطاعات الاقتصادية حول العالم وعودة حركة النقل الجوي.
وتعد نتائج الانتخابات الرئيسية الأمريكية عاملا مؤثرا في سوق النفط بحسب الشطي، الذي أشار إلى أن فوز جو بايدن قد يعني التوصل إلى اتفاق مع إيران، وهذا يمكن ان يؤدي إلى رفع الانتاج، بالإضافة إلى تعافي النفط الليبي الذي يمكن أن يؤثر هو الآخر في توازن السوق، على اعتبار أن النفط الليبي نفط خفيف جدا وسيؤثر في سوق النفط الخفيف.
ومن جهته قال الخبير النفطي الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت طلال السيف لـ(شينخوا) إن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية سيُبقى الأمور مثلما هي عليه ،كما ستبقى أسعار النفط تحت مستوى 50 دولارا للبرميل، ذلك أن ترامب من مناصري صناعة النفط الصخري، مما سيضغط على السوق، بسبب هذه الإمدادات الإضافية، بينما يرى أن فوز جو بايدن سيؤدي إلى ارتفاع بسيط للأسعار ثم ثبات إلى أن تعود إلى مستوى 70 دولارا لأن المرشح الديمقراطي لا يؤيد صناعة النفط الصخري بسبب تكلفتها العالية وقد يسعى للتضييق عليها لاحقا خلال فترة رئاسته.
وأوضح السيف أن قرار أوبك و"أوبك بلاس" مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، مشيرا إلى أنها قد تعمد إلى خفض الانتاج إذا ما فاز ترامب وانخفضت أسعار النفط تحت مستوى 25 دولارا.
وعن السيناريوهات المتوقعة مستقبلا، أوضح الشطي أن هناك 3 سيناريوهات مطروحة، أولها هو السيناريو الأساس وفيه يتم التوصل إلى لقاح لمرض فيروس كورنا الجديد، مما سيسمح بتعافي أسعار النفط وارتفاعها إلى مستوى 50 دولارا، بالإضافة إلى تعافي انتاج النفط الليبي وتأجيل أوبك لقرار رفع الانتاج الثاني.
وأما السيناريو الثاني الاكثر تفاؤلا، فيتوقع خلاله تعافي الطلب على النفط والتصنيع والطيران بوتيرة أسرع بعد اكتشاف اللقاح وتوزيعه بشكل سريع، مما سيرفع أسعار النفط إلى مستوى 60 دولارا في 2021 و70 دولارا في 2022.
بينما يقوم السيناريو الأضعف على عدم التوصل إلى اكتشاف لقاح فعال لكورونا وانتشار العدوى،مما سيؤدي إلى استمرار ضعف الطلب على النفط لتبقى الأسعار متأرجحة بين 32 و38 دولارا.
ولفت الشطي إلى أن الدول المنتجة للنفط تأخرت في مجال الصناعة النفطية ،لكنه أفاد بوجود توجه يسعى لتحسين الاستفادة من صناعة النفط ،بما يضمن ثبات الإيرادات النفطية علاوة على التوسع في الطاقة المتجددة خاصة في المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وبشكل أقل في الكويت.
وكانت أسعار النفط انهارت من 71 دولارا إلى نحو 19 دولارا مطلع العام الجاري، بسبب تفشي مرض فيروس كورونا الجديد وتراجع التجارة الدولية وتوقف حركة الملاحة الجوية، مما اثر على المؤشرات الاقتصادية والانتاج الصناعي.
كما تراجع الطلب لأول مرة في شهر إبريل بمقدار 20 مليون برميل يوميا في سابقة لم تشهدها صناعة النفط ابدا، وفي وقت لاحق توصلت دول مجموعة "أوبك بلس" في إبريل الماضي إلى اتفاق يقضي بخفض انتاج النفط بواقع 7.9 مليون برميل يوميا اعتبارا من الاول من مايو الماضي.