قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم، بعنف غير مسبوق، مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان كانت متجهة نحو خربة "حمصة الفوقا" بالأغوار الشمالية.
وأصيب نتيجة ذلك عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، التي أطلقها جنود الاحتلال على المتظاهرين، الذين وصلوا إلى حاجز تياسير العسكري على مشارف الأغوار.
وقال الناشط في مقاومة الاستيطان عارف دراغمة لـ"فلسطين الآن" إن المئات من مختلف محافظات الضفة الغربية وصلوا إلى مداخل الأغوار للمشاركة في مهرجان "الزحف الأكبر" الذي دعت إليه هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والفصائل الفلسطينية، حيث كان من المقرر تنظيمه على أراضي خربة "حمصة الفوقا"، التي تعرضت خلال الأسابيع الماضية لعمليات هدم موسعة.
وتابع "منع جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية الموصلة للأغوار المشاركين من استكمال طريقهم، حيث انتشروا على التلال القريبة، وقطعوا الطريق على المسيرة، وأطلقوا وابلا كثيفا من الرصاص المعدني وقنابل الغاز، ما أوقع عشرات الاصابات في صفوف المشاركين".
ولفت إلى أن جنود الاحتلال استهدفوا الأجزاء العلوية من أجساد المتظاهرين، حيث تبين أن عددا منهم أصيبوا في رؤوسهم وصدروهم، وجرى نقل أحدهم إلى المستشفى التركي في مدينة طوباس، في حين عولج الآخرون ميدانيا، خاصة الذين اصيبوا بالاختناق جراء تعرضهم لوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكانت جرافات الاحتلال قد أقدمت في الثالث من الشهر الجاري على هدم نحو ثمانين منشأة سكنية وزراعية وشردت 13 عائلة يزيد عدد أفرادها مجتمعة على خمسة وسبعين فردًا في خربة حمصة، بحجة تشييدها دون موافقة من الجهات المختصة الإسرائيلية.
كما أتت عملية الهدم على بركسات وحظائر الماشية، وأتلفت أطنان الأعلاف، وخزانات المياه والحمامات المتنقلة، وألواح الخلايا الشمسية التي تعتبر المصدر الوحيد للكهرباء في الخربة.
وتمتد الخربة على مساحات واسعة من الأراضي الخصبة التي تستغل للزراعة ورعي الماشية.
وكغيرها من التجمعات السكانية في الأغوار، تتعرض خربة حمصة باستمرار لمضايقات الاحتلال التي تتراوح ما بين الهدم والطرد والتشريد ومصادرة الممتلكات.
وبذريعة التدريبات العسكرية، يُجبر الأهالي على ترك بيوتهم ومزارعهم لتتحول إلى مسرح للدبابات والآليات الثقيلة التي تصول وتجول وتطلق ذخيرتها الحية وقذائف المدفعية تاركة خلفها الخراب والدمار.
وصعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية بشكل غير مسبوق، من عمليات هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
