11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.09°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.09°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: لماذا يتحتم على غزة دفع فاتورة الآخرين؟

أخشى ما أخشاه أن تعود ريما لعادتها القديمة ، فهناك أخبار شبه مؤكدة بأن القوات المصرية أعادت المعدات الثقيلة لاستئناف ما بدأه نظام مبارك المخلوع من أجل تدمير الأنفاق وقطع الشريان الرئيسي الذي خفف ولو قليلا من الآثار المدمرة للحصار العربي الإسرائيلي للقطاع، ونقولها بكل أسف وبدون مجاملات بأن العرب ما زالوا يحاصرون قطاع غزة تماما كما تفعل دولة الاحتلال (إسرائيل) رغم الوعود التي قطعها المجلس العسكري الأعلى المصري وحكومة الدكتور عصام شرف على أنفسهم وللشعب المحاصر في قطاع غزة بأن الحصار سينتهي. الأنفاق التي يستخدمها الفلسطينيون في تأمين بعض احتياجاتهم الأساسية ليست مشكلة بل هي حل مؤقت لمشكلة حقيقية فرضها النظام المصري البائد، وكلنا يعلم بأن العمل في الأنفاق يتراجع تلقائيا بمقدار التسهيلات التي تتم على معبر رفح البري والتسهيلات التي يقوم بها العدو الصهيوني أحيانا، فحفر الأنفاق ليس متعة ولا هو الطريقة المثلى للحياة، ولكن عندما لا يكون هناك وسيلة طبيعية لإنقاذ حياة المحاصرين في قطاع غزة فالحفر في الرمل وحتى في الصخر يصبح عملا مشروعا رغم الخسائر المالية والبشرية التي يتكبدها الشعب الفلسطيني. إن إقدام الجيش المصري على هدم الأنفاق أو إغراقها ومن فيها بمياه الصرف الصحي أو مياه البحر لا يتوافق مع الوعود الجميلة التي سمعناها كما غيرنا، من مسئولين مصريين في الحكومة وفي الأحزاب المصرية ومن قادة ثورة 25 يناير في أعقاب خلع الرئيس حسني مبارك ونظامه المستبد، وكذلك لا يتوافق مع ثورة الشعوب العربية التي تنادي بالعدالة والحرية والتخلص من الاستبداد والمستبدين ومن التبعية للغرب والتابعين. صحيح أن الحكومة المصرية تواجه مشاكل مع مسلحين في سيناء والعريش وخاصة أولئك الذين اعتادوا على تدمير أنابيب الغاز المرسل إلى دولة الاحتلال، ونحن مع فرض مصر لسيادتها على كل شبر من أراضيها رغم اتفاقية كامب ديفيد ولكننا نرفض أن يدفع أهل غزة ثمن أي اتفاق مصري إسرائيلي لتجاوز اتفاقية كامب ديفيد أو غيرها، فإسرائيل مضطرة للموافقة على زيادة القوات العسكرية المصرية في سيناء لحماية مصالحها الاقتصادية، ولا بد أنها أضافت شرط التضييق على قطاع غزة ومحاربة الأنفاق من اجل السماح لمصر بممارسة " سيادتها" على أراضيها، رغم أن غزة لا تسمح ولن تسمح بانتهاك السيادة المصرية من جانبها، واستغلال الأنفاق لأعمال غير إنسانية، والحكومة المصرية تعلم ذلك ونتمنى عليها أن تدمر الأنفاق بالتخلص من أسباب وجودها، أي بفتح معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة من جهتها بشكل كامل.