وجهت إيران رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وإلى مجلس الأمن الدولي، قالت فيها إن هناك مؤشرات خطيرة على مسؤولية إسرائيلية في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
وحذرت طهران مما وصفتها بإجراءاتٍ متهورة من طرف الولايات المتحدة وإسرائيل خاصة خلال الفترة المتبقية من رئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت إنها تحتفظ بحقوقها في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن شعبها وتأمين مصالحه.
وكان المندوب الإيراني قد طلب في وقت سابق عبر حسابه في تويتر من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إدانة اغتيال العالم الإيراني.
وفي وقت سابق على الرسالة الإيرانية، قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "علمنا بالتقارير التي تتحدث عن اغتيال عالم نووي إيراني قرب طهران"، وإن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يدعو لضبط النفس وتفادي أي أعمال قد تؤدي لتصعيد التوتر في المنطقة بعد الاغتيال.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية "بشدة" الاغتيال، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن هناك مؤشرات خطيرة على دور إسرائيلي في مقتل العالم النووي الإيراني.
وطالب ظريف الدول الأوروبية بوضع حد لما وصفها بسياسة المعايير المزدوجة، واستنكار هذه الجريمة التي تعتبر إرهاب دولة.
قرار الانتقام
من جانب آخر، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إنه اتخذ قرارا بالانتقام الشديد ممّن خطّط ونفذ ودعم اغتيال محسن فخري زاده، مضيفا "لدينا الحق في الانتقام والرد على اغتيال فخري زاده في أي مكان أو مجال".
وأشار سلامي إلى أن "اليد الإجرامية لأميركا والكيان الصهيوني والمنافقين تظهر بوضوح في اغتيال فخري زاده".
أما مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية فقال إنه سيتم الانتقام من المتورطين المباشرين وغير المباشرين في اغتيال العالم النووي.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة ذا نيويورك تايمز (The New York Times) عن مصدر رسمي أميركي ومصدرين في الاستخبارات أن إسرائيل تقف وراء اغتيال محسن فخري زاده، وقالت إن الاغتيال قد يعقد جهود الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن العالم الإيراني الذي اغتيل كان منذ مدة طويلة هدفا للموساد الإسرائيلي، وقالت إنه لم يتضح على الفور إن كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بالاغتيال.
تفاصيل الهجوم
وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان وفاة فخري زاده متأثرا بجروحه بعيد استهدافه من قبل "عناصر إرهابية"، موضحة أنه أصيب "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، و"استشهد" في المستشفى رغم محاولات إنعاشه.
ووقعت العملية في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وأفاد مراسل للتلفزيون الرسمي من المكان بأن شاحنة صغيرة على متنها متفجرات انفجرت أمام سيارة العالم، وأطلق مسلحون النار عليها.
وأظهرت صور عرضها التلفزيون سيارة سوداء إلى جانب الطريق اخترق الرصاص زجاجها الأمامي. وبدت علامات دماء على الإسفلت.
ويوصف العالم محسن فخري زاده بأنه رأس "البرنامج النووي الإيراني" الذي تحاربه الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتان تسعيان إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، في حين تؤكد طهران أنها تسعى فقط للحصول على الطاقة النووية وليس السلاح.