سويعات، تفصل المرابطتين المقدسيتين خديجة خويص وهنادي الحلواني عن دخولهما للمسجد الأقصى المبارك، مع قرب انتهاء فترة الإبعاد بعد عدة أشهر من الحرمان.
وتنتظر المرابطتان فجر يوم غد الاثنين على أحر من الجمر حتى تظفران بسجدة بساحات المسجد الأقصى بعد قرابة 14 شهر من الحرمان ومنع الدخول إليه إثر قرارات الإبعاد المتتالية بحقهما، إضافة إلى الإغلاقات بسبب "كورونا".
وتشير المرابطة المبعدة هنادي الحلواني بأنها وخويص أمضيتا فترة الإبعاد مرابطتين على باب الأسباط وبالقرب من طريق المجاهدين في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة.
وذكرت الحلواني بأن آخر قرار بالإبعاد صدر بحقهما قبل 6 أشهر، سبقه شهرين منع الجميع أصلا من دخول الأقصى بسبب إجراءات الطوارئ المصاحبة لـ"كورونا"، وسبق ذلك قرار آخر بالإبعاد لمدة 6 أشهر لتكون فترة الإبعاد 14 شهرا.
وعبرت الحلواني عن ساعدتها المطلقة مع دنو وقت العودة إلى الأقصى وانتهاء الإبعاد قائلة: "أنتظر فجر الاثنين للعودة إلى المسجد الأقصى، وأعيش مشاعر ممزوجة ومختلفة من الفرح والأمل بانتهاء فترة الإبعاد والدخول المسجد الأقصى والخشية من تجديد الإبعاد عن معشوقتي المسجد الأقصى وساحاته".
المشاعر ذاتها انتابت المبعدة المقدسية خديجة خويص التي حرمت خلال الأشهر الأخيرة من المشاركة في مراسيم دفن والدها والصلاة عليه نتيجة منع الاحتلال من دخولها بسبب قرار الإبعاد.
وقالت خويص: "نسأل الله أن يكتب لنا العودة إلى مهجة أرواحنا المسجد الأقصى، ولنعود كما كنا مرابطات في ساحاته، بعد أشهر من الإبعاد والحرمان".
وشددت خويص بأنه وفي حال قام الاحتلال بتجديد قرار الإبعاد بحقهما فإنها والحلواني ستبقيان مرابطتين على بوابات المسجد الأقصى إلى أن يسمح لهم بالدخول إليه وإنهاء إبعادهما من قوات الاحتلال.
وتعرضت المرابطتان خويص والحلواني خلال السنوات الأخيرة للعديد من الاعتقالات وعشرات الاستدعاءات والغرامات إلى جانب قرارا الإبعاد على خلفية دفاعهما ورباطهما في المسجد الأقصى المبارك.
وسبق أن اعتقلت قوات الاحتلال، وزير شؤون القدس المحتلة السابق المهندس خالد أبو عرفة، بعد استدعائه للتحقيق لدى مخابراتها، كما أبعدت الشيخ عصام عميرة عن الأقصى، ونائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات عن البلدة القديمة المسجد الأقصى وكل الطرق المؤدية إليه، لمدة 6 أشهر.
ويستهدف الاحتلال المرابطين والمرابطات وحراس الأقصى وموظفيه بالاعتقال والإبعاد والتضييق بهدف ثنيهم عن دورهم في حماية المسجد وتأمينه.
وتأتي تصعيدات الاحتلال بحق المرابطين في المسجد الأقصى، إثر المحاولات المتواصلة من سلطات الاحتلال لتغيير الوقائع على الأرض داخل الأقصى، وتمرير تقسيمه زمانيا ومكانيا.
ولا يأل المرابطون والمرابطات جهدا في الوقوف في وجه مؤامرات الاحتلال، رغم كل ما يتعرضون له من اعتقال وتنكيل، وإبعاد عن المسجد الأقصى وعن مدينة القدس، ومنع من السفر، واقتحامات متكرر لمنازلهم.
وتواصل قوات الاحتلال سياسة إبعاد المرابطين والمواطنين عن القدس والأقصى، حيث بلغ عدد المبعدين (14) مواطنا عن أماكن سكنهم وعن المسجد الأقصى، خلال شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي.