قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): "إن حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الثالثة والثلاثين، مرت بمنعطفات رئيسية، أثرت في مسارها، وأعطتها مزيدًا من القوة، حتى باتت المؤثر الأكبر في الكثير من القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية".
وأوضح بدران، خلال حوار صحفي، أن المنعطف الأول هو انطلاقة الحركة ذاتها، والانتقال إلى المواجهة المباشرة مع الاحتلال، بقرار جمعي شمل كل مناطق تواجد الحركة، وهي المحطة، التي أعطت لها الاسم والاندفاعة، بحسب ما جاء على موقع حركة (حماس) الإلكتروني.
وبيّن، أن المنعطف الثاني، تمثل بإبعاد قادة الحركة إلى مرج الزهور جنوب لبنان، فمحطة الإبعاد، جعلت العديد من قيادات الحركة ورموزها، يجتمعون من الضفة الغربية وقطاع غزة بهذا العدد على صعيد واحد، واستطاعوا أن يحققوا عودتهم، ويتبادلوا الأفكار والرؤى، حول مستقبل الحركة والقضية الفلسطينية.
أما المنعطف الثالث، فهو بالغ الأهمية، وقد تمثل في تأسيس كتائب القسام، التي استطاعت خلال سنوات قليلة، أن تصبح القوة الأولى في المواجهة العسكرية مع الاحتلال.
وتابع بدران، أن فوز حماس بالانتخابات التشريعية، كان من المحطات المهمة، التي أثرت في مسار حماس، والتي أثبتت مدى قوة حماس وحضورها جماهيريًا، وبات ينظر لها العالم على أنها تمثل شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني.
وأوضح بدران، أن تنفيذ صفقة (وفاء الأحرار) التي خرج بموجبها مئات الأسرى الفلسطينيين من مختلف الفصائل، كان خامس تلك المنعطفات.
التطبيع والوحدة
ولفت بدران إلى أن القضية الفلسطينية، تواجه في هذه المرحلة تحديات غير مسبوقة، تمثلت في (صفقة القرن)، والتطبيع، والهرولة من الأنظمة العربية؛ لفتح العلاقة مع الاحتلال.
وشدد بدران على أنه لا أحد يستطيع شطب القضية الفلسطينية، كما يحلو له، ولا أحد يتحدث باسم الشعب الفلسطيني، سوى الشعب الفلسطيني نفسه.
وأكد أن أهم عنصر في مواجهة الاحتلال، هو وحدة شعبنا الفلسطيني، مشيرًا إلى التواصل مع حركة فتح لأجل هذه الغاية.
وأعرب بدران عن أسفه لعودة السلطة للتنسيق الأمني مع الاحتلال، واصفًا القرار بالضربة المؤلمة لجولة الحوار الأخيرة.
وأشار إلى أن قرار السلطة، وضع الحالة الفلسطينية في أزمة حقيقية، ولكن هذا لا يجعلنا نقطع العلاقة مع فتح أو أي طرف فلسطيني آخر.
العلاقات العربية
وعن علاقة حماس بالدول العربية والإسلامية، قال بدران: لدينا منهج واضح وثابت في ترتيب علاقاتنا العربية والإسلامية على المستوى الرسمي، عنوانه حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات، ودعم حقنا في مواجهة الاحتلال.
وتابع: "عنواننا الأصلي يقوم على فتح علاقات إيجابية مع الدول العربية على قاعدة واضحة، وهي دعم القضية الفلسطينية، دون أن نتدخل في القضايا الداخلية لكل دولة".
وبيّن بدران، أن حركة حماس استطاعت الحفاظ على علاقات مع عدد من الدول العربية والإسلامية المؤثرة في المنطقة كإيران وتركيا وقطر ومصر.
الأسرى
وفيما يتعلق بقضية تبادل الأسرى مع الاحتلال، أوضح بدران أن ملف الأسرى في سجون الاحتلال يعد واحدًا من أهم الملفات على أجندة حركة حماس، كونه ملفاً سياسياً وإنسانياً، وتعمل عليه حركة حماس باستمرار.
وأشار إلى أنه تجري بين الحين والآخر مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال، مبينًا أن الاحتلال، عطلها لأنه حاول التقليل من الثمن المطلوب.