نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن مصادر في حركة "حماس"، قولها، " إن التنازلات الجديدة، التي نقلها الوفد المصري إلى الحركة خلال زيارته قطاع غزة الأسبوع الماضي بشأن قضية تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، ردّت عليها قيادة الحركة بشكل مباشر، ومن دون الحاجة إلى إجراء نقاشات داخلية كما جرت العادة، بأنها دون مستوى تطلّعات المقاومة، وأعادت الكرة إلى ملعب الاحتلال مجدّداً".
ولأوّل مرّة، عرضت دولة الاحتلال، عبر الوسيط المصري، الإفراج عن مئات الفلسطينيين (مقابل جنودها)، بِمَن فيهم أسرى تَسبّبوا في قتل إسرائيليين. ومع أن "حماس" تعتبر ذلك الحلّ الوحيد، إلا أنها ترغب في أن تكون الصفقة على مرحلتين، كما حدث في الصفقة السابقة عام 2011.
ومع استمرار الحركة في رفض العروض الجديدة، فهي أبلغت المصريين أنها على استعداد لاستكمال ما وصلت إليه المباحثات برعايتهم خلال الفترة الماضية، ورفضها ربط قضية الأسرى بالوضع الإنساني في قطاع غزة، مجدّدة التأكيد أن ثمن إنهاء هذا الملف معروف، ويتمثّل في الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، وبالتالي، لن يكون هناك تعاطٍ مع أيّ مقترحات خارجة عن الإطار المتقدّم.
كما أكدت "حماس" أنها ترغب في عقد صفقة على مرحلتين: صفقة معلومات ثمّ صفقة تبادل أسرى.
ويتضمّن المقترح الإسرائيلي الجديد تنازلاً ضمنياً عن توصيات لجنة "شمغار"، والتي نصّت على ألّا تطلق دولة الاحتلال سراح أكثر من أسير واحد مقابل كلّ جندي إسرائيلي مختطف، وألّا يتمّ إطلاقاً إطلاق سراح أسرى مقابل جثث جنود إسرائيليين، وان تقوم الحكومة أثناء المفاوضات بإعداد قائمة مغلقة من الأسماء يُنتقى منها الأسرى الذين سيتمّ إطلاق سراحهم، فضلاً عن منع إطلاق سراح أسرى شاركوا في عمليات قُتل فيها إسرائيليون.
وعلى رغم ذلك، رفضت "حماس" المقترح الجديد، ونفى الناطق باسمها في غزة، حازم قاسم، وجود أيّ تطور في الملفّ مثلما يروّج له الإعلام العبري، معتبراً تلك الأنباء محاولة من رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، لتعزيز حضوره الشخصي في أيّ انتخابات متوقعة، ولافتاً إلى أن الأخير يتهرّب من اتخاذ قرار في هذا الملف، ويتلاعب بمشاعر عائلات الجنود الأسرى.
وعلى مدار أربعة أيّام، ضجّ الإعلام العبري بأحاديث عن تقدّم في مباحثات تبادل الأسرى، كان آخرها تصريحات رئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" ورئيس اللجنة الفرعية لشؤون الأسرى والمفقودين، تسفي هاوزر، الذي أعلن أنه اطّلع على التفاصيل كافة بشأن صفقة التبادل الجديدة مع حركة "حماس"، واصفاً إياها بأنها "تنطوي على فضيحة كبيرة".
كذلك، كشف المحلّل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي، أن الوسيط يارون بلوم هو الذي بلور الصفقة المشار إليها، وأن الرسائل التي وصلت "حماس" أخيراً تتلخّص في خمس: أولاها استعداد إسرائيل للمساعدة شريطة تليين "حماس" موقفها بخصوص الجنود، ثانياً: لن يوافق أيّ سياسي إسرائيلي على التبادل بعد الانتخابات الجديدة والمتوقعة، ثالثاً: الصفقة ستفيد من يُنفّذها على مستوى قيادة "حماس"، رابعاً: لن يتمّ ترميم البنية التحتية في غزة قبل إنهاء هذا الملفّ، خامساً: لا جدوى من أيّ مفاوضات حول مصير الجنود الأسرى.