قاسياً، يمر عام 2020 على آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أنه شهد جملة غير مسبوقة من الانتهاكات والاعتداءات وعمليات الاقتحام والتنكيل بحقهم، نتج عنها استشهاد أربعة من الأسرى، بسبب سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء التي تنتهجها إدارة السجون.
وباستشهاد الأسرى الأربعة، ارتفع عدد الشهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال لـ(227) شهيداً منذ عام 1967، هذا بالإضافة للعشرات ممن أفرج عنهم وفارقوا الحياة بسبب تدهور أوضاعهم الصحية وعدم تلقيهم رعاية صحية داخل السجون الإسرائيلية.
نور... البداية
ففي سجن النقب الصحراوي، حيث برد الشتاء وحرارة الصيف التي تلتهم أجساد الأسرى، استيقظ الفلسطينيون فجر يوم 22/4/2020 على نبأ استشهاد الأسير الشاب نور جابر البرغوثي (23 عاماً) من قرية عابود قضاء رام الله بعد تعرضه للإغماء الشديد، أثناء وجوده في الحمام في قسم (25) من سجن "النقب الصحراوي"، حيث تأخرت إدارة السجن في إسعافه حتى استشهد.
كان الأسير نور قد أمضى أربع 4 سنوات في الأسر ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 8 سنوات انتظر أهله أن تمر لكي يحتضونه حياً لا ميتاً.
ربع قرن في الأسر
ولم تكد تمضي ثلاثة أشهر على تلك الجريمة، حتى ارتقى الأسير سعدي الغرابلي (75 عاما) من غزة شهيدا. كان ذلك في 8/7/2020 بعد اعتقال استمر (26عاماً) في سجون الاحتلال، حرمت عائلته خلالها من زيارته داخل سجنه الذي التحق فيه بقافلة شهداء الحركة الأسيرة.
ومر الأسير الغرابلي خلال اعتقاله بظروف قاسية تسببت بإصابته بأمراض عدة وخطيرة، حيث ظل يعاني لسنوات طويلة من أمراض السكر والضغط وسرطان البروستاتا، حتى دخل في حالة موت سريري قبل إعلان استشهاده.
شهادة قبل الإفراج
المعاناة ذاتها تجرعتها عائلة الأسير داوود الخطيب من مدينة بيت لحم. ففي مساء الثاني من أيلول المنصرم، فجعت بنبأ استشهاده نتيجة إصابته بجلطة قلبية في سجن "عوفر"، جراء الإهمال الطبي، حيث تعرض عام 2017 لجلطة أثناء تواجده في سجن (ريمون).
الشهيد الخطيب الذي لم يتجاوز الـ45 عاماً، كان يستعد خلال هذه الأيام لتنسم هواء الحرية، بعد أن أمضى أكثر من 18 عاما في سجون الاحتلال.
وبعد اعتقاله حكم بالسجن بتهمة نشاطه في المقاومة خلال انتفاضة الأقصى الثانية، وتنفيذه عدة عمليات نوعية ضد الاحتلال.
الجريمة الرابعة
تسعة وثلاثون يوما فقط، على ارتقاء الأسير الخطيب شهيدا، وتحديدا في 11/10/2020 ودع الأسرى الشهيد الأسير كمال أبو وعر -46 عاماً-من بلدة قباطية جنوب جنين، بعد معاناة طويلة من مرض السرطان، الذي نهش جسده.
أبو وعر المحكوم بالسجن المؤبد المكرر 6 مرات، تدهور وضعه الصحي بشكل متسارع، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وفقد صوته وخسر الكثير من وزنه، دون أن يلقي الاحتلال بالا لكل المناشدات التي كانت تطالب بالإفراج عنه كي يتلقى العلاج خارج السجون.
تدويل القضية
ويؤكد وزير الأسرى السابق وصفي قبها أن ما يجري في سجون الاحتلال يتطلب بذل الجهود وتكثيف الدعوات والضغوطات لإنقاذ الأسرى ورفع معاناتهم إلى المحافل الدولية والمؤسسات الحقوقية لإطلاق سراحهم وهم على قيد الحياة وليتسنى لهم العلاج فورا.
ودعا قبها إلى متابعة ملف الأسرى المرضى ووجود ملف طبي حقيقي يشرف عليه أطباء دوليين، مطالبا الجهات الرسمية والحقوقية الفلسطينية والدولية أن ترفع مستوى الاهتمام بما يحدث للأسرى داخل السجون وأن تبدأ بالتحقيق في إمكانية استخدام الأسرى حقولا للتجارب.